قسنطينة التي لا طالما افتخرت سابقا بفريقها الأول في سنوات سابقة و كان واجهة لها ، بل وكانت تتأثر بنتائجه فتفرح لفوزه و تحزن لخسارته و كأن قدر المدينة معلق على نتائج " السياسي ".
رغم هذا يعيش النادي الرياضي القسنطيني و كأنه غريب في مدينته حيث لا تجد أي شيء يوحي لك أن لسيرتا فريقا يمثلها بلزمه الإعتناءو الرعاية و الدعم من أجل البروز و التألق، بل العكس تماما و الكل يرى و يشاهد الوضع و لا أحد يحرك ساكنا ، مبالغ رمزية يتلقاها الفريق خلال كل موسم و بالتقسيط المريح أيضا ،و كأن " السياسي " فريق أحياء أو جمعية خيرية ،و الغريب أن تلك الأموال الصغيرة التي تدخل الخزينة لا تراها أبدا وقت الحاجة إليها بل في أوقات أخرى و في ذلك تتحجج السلطات بمختلف الأعذار و كأن الأمر مقصود.
السلطات في قسنطبنة التي أتبثت أن آخر اهتماماتها الرياضة و خاصة فريقنا لم تكتف بسياسة شد الحزام فقط ، بل و مارست سياسة التجويع إن صح القول ، بحرماننا من مداخيل الملعب خلال المباريات و حتى تسيرر الملعب كما كان عليه الحال سابقا ، فعرفوا إذن كيف تأكل الكتف بعدما أيقنوا أن مصدر قوة السياسي هيأنصاره فلم تمنح إلا 30 بالمئة و كأننا في العهد الإشتراكي.
الفريق لم يجد أين يتدرب ؟؟ هذا ليس غريبا في قسنطينة فكيف يعقل أن تستفيد من 60 دقيقة فقط خلال أسبوعين بأرضية حملاوي ؟ من هذا النابغة الذي اتخد هذا القرار الحكيم مبررا إياه بالحفاظ على أرضية الميدان ، في حين كان من الأجدر ترميم الملحق و ليس تحويله إلى مضمار لألعاب القوى في خطوة جديرة بالتنويه و الإشادة
المتأمل في واقع الفرق الجزائرية الأخرى يلقى الدعم المنقطع النظير الذي تتلقاه سواء كان ماديا أو معنويا بالإضافة إلى مختلف التسهيلات التي لعبت دورا في تحقيق النتائج و فريق البرج خير دليل على ذلك ، عكس ما يحصل مع " السياسي " الذي لم يجد له الرجل الأول في الولاية 5 دقائق للإستماع مشاغله رغم بساطتها ، إنشغالات لم تتعدى مثل تسيير الملعب و الدعم المادي و خاصة دفعه معنويا ، بالإضافة إلى ضمان النقل للأنصار عند حضور المباريات و الأمن و غيرها ، فهل حان الوقت لعودة استقرار و الإلتفاف حوله من كل الجوانب و تأدية السلطات لدورها.