السياسي ما تموتشي
الذي كان منتظرا بعد توالي النتائج الهزيلة التي يشهدها النادي أن يكثر الحديث و النقاش عن تسيير الفريق، و تسليط الأضواء، خاصة على "أونيس" أو بالأحرى رئيس الفريق، حول مدى قدرته على تسيير النادي و مدى تحقيقه للأهداف التي أعلنها منذ انتخابه رئيسا يوم 4 جوان الماضي، و هذا طبيعي خاصة أن كلّ المؤشرات كانت ترشح "السياسي" لأن "يضرب ضربتو" هذا الموسم بالنظر إلى الإنتدابات الكثيرة و الأموال المصروفة و غيرها، لنجد أنفسنا بعد 10 جولات فقط نفكر في الموسم القادم و نفقد الأمل من الآن.
عندما رأينا أونيس على رأس الفريق بداية الموسم الحالي، لم يكن لدى الأغلبية اعتراض كبير على الأمر رغم معرفتهم بماضيه مع "السياسي" و أيضا سيرته الذاتية، و ما يبرر هذا التصرف الغريب نوعا ما هو أن الجمعية العامة و الأنصار و المحبين أرادوا التخلص بأي طريقة من الرئيس السابق و إخماد سيرته مع الفريق فاختاروا الأقل سوءا من بين المرشحين للرئاسة. هذا أمر منطقي، لكن السؤال المطروح و المحير هو لماذا نفس الوجوه دائما هي التي نراها على رأس الفريق دون بروز أسماء جديدة من الجيل الجديد؟ هل من بين الآلاف من السنافر لا يوجد واحد قادر على قيادة السفينة دون أن يغرقها هؤلاء "العجائز" يفعلون بها ما يشاؤون و كيف يشاؤون؟ سؤال آخر حيرني و حير الكثير و يبدو أكثر جرأة: هل أونيس عندما استلم مقاليد النادي أراد من ذلك فقط مصلحته الشخصية، أم أن الرجل اجتهد و لم يصب بمعنى أنه عمل على الصعود و صادفته عراقيل في تحقيق هدفه بفعل جهله النسبي بارياضة؟ أنا أظن أنه لا يمكن الحكم على الرجل حتى نجيب على هذا السؤال، في نفس الوقت تتعالى بعض الأصوات مطالبة بالمحاسبة من الآن فهل آن أوان ذلك حقا؟ أم أننا سنكتفي بالقول أن يجب انتظار انتهاء البطولة ثم بعدها الحساب كما جرت عليه العادة؟
الأهم الآن هو مشوار الفريق و الذي ينتظره مستقبلا، إذ يجمع الكل أن بداية الموسم كانت ضعيفة ل"السياسي"، هذا صحيح لكننا حسابيا لم نفقد الأمل بعد و لازال هناك العديد من الجولات للتدارك، لكن هل ستكون الأمور بخير لكي ننطلق بلا توقف؟ فنحن بعد عشر جولات نتخلف بنقطتين فقط عن حصيلة عشر جولات الأولى الموسم الماضي و رغم ذلك بقينا نلعب الصعود إلى آخر الجولات، فأظن أنه الوقت اللازم لكي تعود الأمور إلى نصابها و "السياسي" قادرة على ذلك مهما كان اسم رئيسها أو مدربها أو حتى لاعبوها و هم صانعوا الفوز و الخسارة.
و أنا متأكد أن أيّا من الظروف لن تؤثر في هذا الفريق العتيد، لا قضية لاعبيه الذين يهربون الواحد تلو الآخر، و لا قصة ظلم الرابطة و الحكام، و لا حتى انشغال الجميع هذه الأيام بالفريق الوطني، لأن النادي الرياضي القسنطيني سيظل واقفا و لو لم يكن كظلك لما عمّر 111 سنة و سيعمر أكثر... "السياسي" ما تموتشي.
[/size]
م.عبد الرؤوف
