وقفة تأمّل 07: هدفنا القادم ... الطموح
منذ نشأة "العميد" قبل أكثر من قرن من الآن، لم يعش عشّاق الأخضر و الأسود سوى النكسات و الإخفاقات (فلنعترف بهذا) فمن يذكّرنا بإنجازات عشناها و لم نفز بها، فهو يستخفّ بعقولنا لأنّ حجم "السياسي" لا يجعلنا نهلّل للقب واحد و ما لا نهاية من الصعود و الهبوط٠
هاته الخيبات لم تكن مجرّد صدفة أو حظّ عاثر، أو حتىّ وليدة مشاكل إدارية و فنّية جعلت منّا مجرّد ناد رغم عراقتنا، بل هناك أعمق من ذلك و أخطر٠ نحن كلّنا، أنصارا و مسؤولين و محبيّن لهذا النّادي الشعبي لم نعمل الشيء الكثير لأجل أن نصل إلى المجد، فعندما تجدنا في بعض السنوات، كان المسيّرون يفضّلون اللعب على أهداف ثانوية كالبقاء أو الصعود من القسم الأسفل و تجد الأنصار يقتنعون بذلك و يسمّونه إنجازا في حدّ ذاته، نعرف عندها أنّ أكثر ما ينقصنا هو الطموح : أكثر من الألقاب و قبل أيّ شيء٠
قصص "السياسي" مع الطموح لا تنتهي، و أبسط مثال عنها : عندما يفوز الفريق بمباراة ما بقسنطينة، لا يؤثّر ذلك إيجابا على المعنويات ، و نكتفي فقط بعدها بتخفيف الأضرار خارج الديار و ليس كطبع الفرق "الطموحة"٠ أمّا فيما يخصّ أهداف الفريق، فالبعض مازال يتمنىّ أن لا نلعب منافسة خارجية الموسم المقبل، فقط لأنّ مستوى التشكيلة متوسط و لن نستطيع الصمود ! و البعض الآخر يضرب ألف حساب، هل نستطيع إنهاء الموسم في المركز الخامس ؟ و هل ستؤهّلنا أم لا ؟ و هل سيبعث لنا الإتحاد العربي بدعوة للمشاركة ؟ و نسينا لحين أنّنا على بعد خطوات من المركز الثاني٠٠
هنا يتجلىّ الفرق بيننا و بين شبيبة القبائل مثلا، الذي أدىّ موسما كارثيا و يحتلّ وسط الترتيب، و رغم ذلك كلّ أنصاره مازالوا يحلمون بمشاركة خارجية ! بعدهذا، لا يمكننا أن نتساءل بعد الآن عن مدى ثراء خزينة الشبيبة بالألقاب٠٠
كمثال آخر مؤسف عن مستوى الطموح عندنا : منذ سنوات لا تزال فينا عقلية أن نتمنىّ لأبرز لاعبينا بالإحتراف أو المغادرة إلى أندية "كبرى" و ذلك من أجل مصلحة هؤلاء اللاعبين، و ننسى مصلحتنا نحن٠ و كذا نفس الشيء بالنسبة للمدرّبين الذين مرّوا علينا٠
يلزمنا فقط أن نرى بمجهر أكبر لكي نستطيع الرؤية أكبر، لأنّ فريقنا حاليا يتمتع بكلّ ظروف الفرق الكبيرة، و لن يمكننا الإنتظار مجدّدا لنراه يصعد إلى مكانته اللائقة، و ليكن الطموح مبدأنا و هدفنا القادم، و عندئد .. لن نخسر شيئا٠
م٠عبدالرؤوف
