Bienvenue, Invité

Merci de vous connecter ou de vous inscrire.

Connexion avec identifiant et un mot de passe

Auteur Sujet: حوار المدرب روجي لومير لجريدة المؤشر  (Lu 3853 fois)

CSConstantine.Net

  • Administrateur
  • *
  • Hors ligne Hors ligne
  • Messages: 20116


الجزء الأول


مدرب شباب قسنطينة الأسطورة "روجي لومير" يصرّح :


"الاحتراف ينجح باحترام القواعد، لو لم أثق في التشكيلة لما وقعت على العقد، وسكان قسنطينة والسنافر أدهشوني وحفزوني لخوض تجربة جديدة بالجزائر "

رغم التزامه حالة الصمت اتجاه وسائل الإعلام استطاعت جريدة "المؤشر" أن تظفر بحوار حصري أجري في مطار هواري بومدين وعلى متن الطائرة، أين شاركنا المدرب العالمي "روجي لومير" رحلته من الجزائر العاصمة إلى مدينة قسنطينة قبل يوم من مغادرة فريق شباب قسنطينة أرض الوطن متجهين نحو تونس لإجراء تربصهم الثالث بمنطقة بحمام بورقيبة.

في البداية ومباشرة بعد التعريف بهويتنا، رفض روجي لومير الإدلاء بأي تصريح مهما كان نوعه لا سيما بخصوص فريقه الجديد، وقد احتج لتبرير موقفه بأن هذا يعد واجبه اتجاه الفريق باعتباره عاملا في شباب قسنطينة الذي يملك جميع الحقوق المحفوظة، وهو يبرهن أن مدرب السياسي العالمي يعمل بطريقة احترافية كبيرة، ويقوم بواجبه اتجاه النادي الذي يعمل له،  وأشار إلى ضرورة انتظار عقده ندوة صحفية وطرح جميع الأسئلة التي نود إجابة عنها ليكون عادلا مع جميع وسائل الإعلام، إلاّ أن إصرار جريدة "المؤشر" و كذلك الحجج التي استعملناها  معه لإقناعه جعلت "روجي لومير" يغير من رأيه ويتجاوب معنا، في حوار خارج  عن المألوف، شيق وحصري مع واحد من أعمدة التدريب في العالم، وأسطورة  من أساطير  عالم "الكوتشينغ"، حصل على العديد من الألقاب العالمية بما فيها كأس العالم، كأس أوربا، كأس إفريقيا للأمم، كأس العالم العسكرية و القاي أخرى...، وفيما يأتي سنستعرض الحوار كاملا والذي فضلنا أن نجزأه إلى جزأين مطولين حتى نحيط بكل صغيرة و كبيرة دارت بهذا الحوار

حاوره : كريم قندولي من جريدة المؤشر

==========================================
•   مرحبا بك سيد لومير؟
أهلا و سهلا بك

•   بداية نرحب بك في الجزائر الذي من دون شك سيكون بلدك الثاني
شكرا لك أخي هذا لطف منك، أتمنى أن أستحق كل هذا

•   كيف وجد لومير مدينة قسنطينة وما هو انطباعك الأولي عنها؟
مدينة قسنطينة غنية عن التعريف فلها تاريخ عريق  يمتد إلى التاريخ القديم، كما أنها تعد واحدة من أهم المدن في الجزائر أو كما تطلقون عليها عاصمة الشرق الجزائري، حاليا لا يمكنني أن أبدي أي انطباع حتى لا أكون مخطأ فيما بعد، بل أتركه في قرارة نفسي وأحتفظ به، حتى لا أكون مجحفا في حق المدينة ولا أهلها.

•   وماذا تعرفون عنها بالضبط؟
(يضحك...) ثم يجيب، أعرف ما يعرفه الجميع خاصة السّياح، فالمدينة معروفة بجسورها المعلقة التي تسحر كل من يزورها، أما البقية فمع الوقت سأتعرف عليها بشكل أحسن، سواء عاداتها، تقاليدها، وثقافتها حتى يسهل علي فهم طبيعة العيش بالمدينة التي أمل بها.


•   جميع سكان المدينة فرحوا بخبر تعاقد إدارة شباب قسنطينة مع المدرب الكبير روجي لومير، وعاشوا على وقع السوسبانس بين مكذب ومصدق للخبر، إلى غاية قدومك في أول مرة للمدينة،  وقد حظيتم باستقبال الملوك يومها وهو ما يدل على الاحترام الكبير الذي يكنه لك الجميع خاصة أنصار شباب قسنطينة، كيف عاش لومير تلك اللحظات وهل كنت تتوقع ذلك الاستقبال الحار؟
لا، لا تقل استقبال الملوك ولا الرؤساء، فأنا شخص عادي، وذلك الاستقبال الذي لقيته بمطار قسنطينة أذهلني وحقيقة لم أكن أتوقع أن يكون بمثل ذلك الحجم، ومنذ ذلك الحين أدركت أنني مقبل على تدريب فريق كبير خاصة وأنه يعد عميد الأندية الجزائية وهو شرف كبير لي، وأنصار "السياسي" وسكان المدينة ككل، حفزوني من أجل العودة لها وجعلوني أتمسك بالفريق مباشرة  ومنذ أول وهلة.

•   إذن أنت تعتبر أن فريق شباب قسنطينة محظوظ بأنصاره؟
بطبيعة الحال فأن تمتلك أنصار مثل أنصار شباب قسنطينة يعد غاية أمل كل فريق في العالم، لأنّه الدعم الأوّل له وهم الذين يلعب النادي من أجلهم ،ونحن موجودون لخدمته وإسعادهم، وحقيقة فإن "السّياسي" محظوظ لأن أنصاره يعشقونه إلى النخاع وهو عامل إيجابي يجعل الفريق يملك شعبية كبيرة ليس على الصعيد الوطني، فقد يصل صيته إلى العالمية.


•   متى كانت بداية الاتصالات  مع إدارة الشباب، وصراحة هل وافقت مباشرة أم تردّدت، خاصّة وأن التحاقك لم يكن سريعا واستغرقت وقتا قبل التوقيع على العقد؟
لقد سبق لي وأن دربت في شمال إفريقيا وأعرف مستوى البطولات في هاته المنطقة، سمعت كثيرا عن فريق شباب قسنطينة وشاهدت مقاطع فيديو عنه، كما أنني تابعت أخباره منذ أول وهلة بدأ الاتصال من جانب إدارة الفريق، بطبيعة الحال لابد أن تكون هناك فترة من أجل اتخاذ القرار فهذا يعد من المستقبل ولابد أن تكون جميع القرارات مدروسة بدقة، ومباشرة بعد انقضاء المهلة أبديت موافقتي ودون أي تردد، وما كان من تأخر في توقيع العقد كان سببه المفاوضات حول تفاصيل العقد ليس إلا، وبعد الاستقبال الحار الذي لقيته من طرف الأنصار حفزني ذلك كثيرا وشجعني على القبول، لأنه من الغير المنطقي أن تترك فريقا يملك 60 ألف متفرج مهما كان البلد الذي يوجد فيه.

•   سبق لك أن التقيت بوالي قسنطينة نور الدين بدوي، هل تدرك أنه كان وراء فكرة استقدام فريق شباب قسنطينة لمدرب كبير؟
لا أدري بالضبط ما الذي حدث قبل اتصال إدارة السياسي بي، ولا الظروف المحيطة بالنادي آنذاك، إلاّ أنني قابلت حاكم قسنطينة وأو كما تطلقون عليه "الوالي" في مباراة الفريق ضد "نيس"، وهناك تعرفنا على بعضنا، وقد كان بكل صراحة إنسان متواضع و شغوف بكرة القدم، وهو عامل إيجابي سيساعد الفرق القسنطينة على دفع عجلة التقدم إلى الأمام، لا أتحدث عن  السياسي فقط بل جميع الفرق حتى الصغيرة منها.

•   بالحديث عن مباراة "نيس"، لقد كان عرسا كرويا حقا وبشهادة الجميع، واستقطب إليه اهتمام الجزائر ككل وحظي بتغطية إعلامية خاصة باعتباره حدثا كرويا إقليميا هاما، كيف وجد "لومير" تشكيلة الخضورة في تلك المباراة ؟
لا تهم النتيجة التي آلت إليها المباراة بقدر الملاحظات التي لاحظتها ودونتها، فحقيقة لقد كان فريقي واقفا جيدا خاصة في الشوط الأول، واستطاع أن يؤدي 45 دقيقة في المستوى، وهو شيء إيجابي أمام فريق "نيس" الذي أنهى تحضيره تقريبا في تلك المرحلة باعتبار أن البطولة الفرنسية كانت على الأبواب آنذاك.

•   إذن يمكن القول أن مباراة "نيس" كانت فاصلا في تعزيز قرار موافقتك على قيادة الفريق في الموسم القادم، لايسما أن التشكيلة نالت إعجابك حينها؟
لو لم تعجبني التشكيلة لما كنت جالسا الآن أمامك، وما كنت لأغامر بنفسي مع فريق لا يمكن له أن يصمد باعتباره لا يملك تعدادا  قادرا على المنافسة، فالقضية متعلقة بالثقة، فلو لم أكن أثق في أشبالي لما وقعت، ولو لم أكن أثق فيك لما تحدثت معك، فبالنسبة لي الثقة تعد مقياسا ومعيارا من أجل الإقدام على أي خطة أقوم بها.


•   شكرا لك على الثّناء، وهي نفس الثقة التي وضعها فيك من إدارة شباب قسنطينة وأنصاره، و ثمنتها سائل إعلام التي ترى أنك الرجل المناسب للإشراف على عميد الفرق الجزائرية؟
أشكر الجميع على هذه الثقة وأتمنى أن أكون على قدر المسؤولية التي وضعت على عاتقي، و لكن يمكن للجميع أن يضع الثقة في في الشخص الذي يحبونه ، إلا أن هناك معيار آخر لا يمكن إهماله وهو النتائج المحققة التي ستحدد مدى نجاح هذا الشخص، ولكن الشيء الأكيد نفس الشخص سيكون هو ذاته مهما كانت النتيجة، أعرف أن العبء ثقيل والمهمة لن تكون سهلة إلا أنني أملك واجبا اتجاها الفريق أولا، الأنصار ثانيا، الولاية ثالثا والجزائر ككل رابعا، ولابد لي من احترام البلد الذي أعمل فيه وأن أعمل من أجل إسعاد الجميع وتوظيف خبرتي الكالمة لخدمة الجزائر إن كان بوسعي ذلك.

•   بعد شهر من العمل وتوقيعك مع فريقك الجديد شباب قسنطينة، هل يمكن لنا أن نعرف بصراحة الهدف أو الأهداف التي وضعتموها رفقة الإدارة والخاصة بالموسم القادم؟
أريد أن أصحح فقط، ليس شهر من العمل بل شهر من التفكير والتركيز على القادم، أما بخصوص الأهداف فمن المنطقي أنني تحدثت مع الإدارة قبل التوقيع على العقد، وقد اتفقنا على القيام بالأحسن والأفضل بالنسبة للفريق، ولكن في نفس الوقت لا يوجد  شيء محدد ولا يجدر بنا الحديث عن المستقبل حتى نرى العوامل والظروف المحيطة بالنادي وكذلك البطولة ككل، فأنا لا أملك العصا السحرية ولابد على الجميع أن يكون على قدر المسؤولية التي توضع على عاتقه، فشباب قسنطينة فريقهم قبل أن يكون فريقي، ومصلحته  من مصلحتهم.

•   لديك صرامة كبيرة في العمل على الأقل هذا ما يقال، الكثير من اللاّعبين قد يكونون متخوفون من الطريقة التي سينتهجها "لومير" معهم خاصّة وأنه سبق لك وأن درّبت عمالقة العالم أمثال زيدان، هنري، و أنيلكا، فهل يمكن أن توضح على الأقل الخطوط العريضة لسياستك في العمل؟
لا أحب كلمة صارم، فالعمل هو العمل ولكل طريقته الخاصة، وبطبيعة الحال سيكون مبدأ الإحترام هو الأساس، فأنا سأكون جزءا من المجموعة ولو لم أثق في اللاعبين لما كنت معهم الآن، ولكن هناك خطوط حمراء وحدود لا بد من الجميع احترامها وعدم تجاوزها، فنحن نشكل عائلة واحد وهناك وقت للضحك والمرح وآخر للعمل، فأنا أحب أكثر اللاعب الذكي والذي لا يخلط بين الأمور الجد الهزل، فأنا أملك شخصية متوازنة وعندما يتعلق الأمر بالعمل فأنا لا أتسامح أبدا، بالإضافة إلى أنني أفضل كلمة واقعي على كلمة صارم، ولا تنسَ أنّ المدرب مسؤول ويعد الأب داخل العائلة لذلك يجب أن يسير الفريق بالطريقة التي يراها مناسبة والتي تختلف من مدرب إلى آخر كل حسب شخصيته وتعليمه، ومدى تقديره للأشياء والحوادث التي تفيد المجموعة أو تقف حجر عثرة وتبعثرها.

•   سبق لك أن دربت في تونس والمغرب، و بالمقابل لم تختبرْ لحد الساعة البطولة الجزائرية، كيف تتوقع أن يكون مستواها بالنظر إلى العوامل التي تتحدث عنها؟
صحيح أنني لم أختبر البطولة في المنافسة الرّسمية، إلاّ أنني أملك فكرة عامة حول المستوى العام والذي لن يكون بعيدا عن ذلك الموجود في تونس والمغرب، أضف غلى ذلك أنني شاهدت مقاطع الفيديو  ووقفت على العديد من المباريات الودية على سبيل المثال ضد فريق شباب باتنة أمل مروانة، وكذلك المباراة الودية الأخيرة لنا ضد فريق مولودية قسنطينة، ولا تنسى مباراة "نيس" أين وقف فريقي جيدا ضد واحد من أعرق الفرق الفرنسية .

•   إذن كيف وجدتم مستوى اللاّعب الجزائري وهل هناك شيء يميزه عن اللاعب التونسي أو المغربي؟
في الشّكل العام من المعروف أن منطقة شمال إفريقيا تملك تنجب لاعبين موهوبين يمتلكون مهارات هائلة، سواء في الجزائر، تونس أو المغرب، إلاّ أنّني في الفترة القصيرة التي عملت فيها بالجزائر وبالضبط بفريق شباب قسنطينة، اكتشفت أن هناك شيئا يميز اللاعب الجزائري، فهو يقدم الكل في الكل، ويلعب بحرارة كبيرة ويريد دائما الظهور بالمستوى الذي ينال من خلال رضى الجميع سواء الطاقم الفني، الإدارة أو الأنصار وهو عامل إيجابي يحسب للاعب الجزائري، لكن يجب دائما تطويره فالموهبة لا بد لها أن تجد من يصقلها، فإذا كان هناك منشآت رياضية وأساتذة في كرة القدم  يعملون على صقل الموهبة في ظل ثقافة كروية جيدة ومحيط لائق يسمح بالعمل، فمن المؤكد أن كل شيء سيكون على ما يرام مستقبلا وستكون الفرق في غنى عن المدرب لأنه في ذلك الوقت سيكون اللاعب يدرك جيدا ما يقوم به،  ويسنحصر دور الطاقم الفني في التوجيه لاغير، بالمقابل سيهل على هذا الأخير  العمل الأمر لأن العمل في المجال الرياضي يعد منظومة بأكملها يشارك الجميع في صناعتها ويساهم الكل في إنجاحها ولا تتركز على سياسية المركزية في القرار ولا التسيير، فذلك قد يؤثر على الفريق بالسّلب.

•   ربما وضعت يدك على الجرح، فيمكن تلخيص المشكل الذي يؤثر على الرّياضة بالجزائر بعدم توفر هياكل رياضية وغياب سياسة التكوين و ثقافة "السبونسوريغ"، خاصة وأننا حديثو العهد في الانتقال من الهاوي إلى الاحتراف؟
لا يجب الاحتجاج بنقص الإمكانيات  والبحث عن الأعذار بعدم توفر الهياكل وما إلى غير ذلك، ولا يجب بالمقابل انتظار الدولة أو رئيس الجمهورية لرسم الأمور مثلما يشتهي الجميع، فلابد أن تكون هناك عوائق وصعوبات كبيرة تصادف الرياضة ويجب أن يتم التّصدي لها بشيء وحيد هو العمل ولا شيء غير العمل والتشمير عن الأذرع وليس الإستسلام إلى الضعف والهون، وانتظار كل شيء جاهز لأن هذا هو الإحتراف، وإن لم تقوموا بتطبيقه فستمرون جانبا وتتأخرون كثيرا عن الرّكب فكل شيء له بداية وهذه سنة الحياة.

•   ألم يكن من الأحسن تطبيق الإحتراف بداءً من الفئات الشبانية إلى غاية الوصول إلى الفريق الأول، أم أخذه بالمقلوب وتطبيقه مباشرة على صنف الأكابر؟
من وجهة نظري تطبيق الإحتراف مباشرة على الفريق الأول لا يعد شيئا مستحسنا، لأن الاحتراف عبارة عن قواعد، وهناك من القواعد التي تطبق مع اللاعبين في وقت جد متقدم وابتداء من الأيام الأولى له في عالم كرة القدم، لأن التربية الرياضية تلعب دورا هاما في توجيه سلوك اللاعبين، ولابد من الحذر من هذا الجانب الخاص، لأن احترام القاعدة مثل احترام القانون، سأضرب مثالا بسياقة سيارة، قبل هذا يجب الحصول على رخصة السياقة، وقبلها يجب عليك دراسة قانون المرور عن ظهر قلب، ثم تأتي الممارسة وبعد مرور سنوات تصبح سائقا محترفا، ورغم هذا يجب أن يكون هناك طرق سليمة تسمح لك بقيادة جيدة، وهو الحال بالنسبة للمنشآت الرياضية، وهناك شيئا أريد أن أضيفه...

•   تفضل...
هناك من لا يولِ اهتماما بالرياضة المدرسية، فهناك أهمية قصوى تلعبها في التكوين وإنشاء جيل كامل قادر على حمل المشعل، ويكون جاهزا لما تحتاج إليه في جميع الرياضات وليس كرة القدم فقط، وكما قلت لك فإن هذه منظومة شاملة يشارك فيها الجميع للرقي بالرياضة داخل أي بلد، لأنه من الضروري أن يكون هناك شباب متعلمين وواعين وباستطاعتهم التفريق بين ما هو جيد و سيء لهم و لغيرهم، وأكثر من ذلك الإدراك والفهم السريع، لأننا عندما نتعلم ولا نفهم لا نصل بسرعة، وهو أمر صعب الحصول عليها حتى بفرنسا.

•   بالحديث عن فرنسا، ما هو المشكل الذي يعاني منه "الدّيكة" حاليا، وإلى ماذا يعود تراجع  مستوى رفقاء بن زيمة رغم ما يحويه من نجوم كبار على الطراز العالمي؟
لا يكفِ أن  يتكون الفريق منهما كان نادي أو منتخب وطني على لاعبين كبار لديهم مواهب، فيجب أن يدرك الجميع أن هذه منظومة واحدة وهناك أهداف، حقوق وواجبات، خاصّة لمّا يتعلّق الأمر بالألوان الوطنية، فيجب على الجميع أن ينسجم مع بعضه ليشكل كتلة واحدة، كما لا يمكن أن نهمل أن أي فريق لديه دورة حياة خاصة به، بداية من ولادته، نموه وإلى غاية نضوجه ثم  تأتي مرحلة التقهقر، وفي بعض الحالات لابد من الوقت لتصليح الخلل، ولكن أنا لا أرى أن المنتخب الفرنسي سيء إلى هاته الدرجة التي يتكلمون عنها، صحيح أنه ليس الأول، ولكنه متواجد ضمن فرق الطليعة الـ 10 أو 13 حسب ترتيب الفيفا ولكل منتخب صحوة و جاء الدور على المنتخب الإسباني الذي يقدم عروضا جيدة.

•   ولكن المشكل يبقى مطروحا، فهناك فريق كبير وبالمقابل لا توجد روح الفوز، على غرار ما كان عليه المنتخب الفرنسي في عهد "روجي لومير"؟
لا يوجد هناك ما يسمى بمنتخب روجي لومير أو غيره،  ولكن هناك ما يسمى بالمنتخب الفرنسي لأن لومير لم يكن لوحده صانع تلك الألقاب، فقد كان هناك جيل ثري نشأ في كأس أوروبا للأمم سنة 1996، ثم تواصل تطوره حين حصل على كأس العالم التي أقيمت بفرنسا 1998، ثم نضوجه وحصوله على كأس أروبا للأمم ببلجيكا وهولندا سنة 2000، إلى غاية مونديال 2002 باليابان أين عرف  تقهقرا وعودة إلى الوراء وخرج من الباب الضيق، ثم تأهل إلى أورو 2004 بالبرتغال ولم يكن أداءه مقنعا وخرج في الدور الربع نهائي ضد اليونان، ولكن المنتخب عاد للرجوع بقوة ونشط نهائي كأس العالم بألمانيا سنة 2006 ضد المنتخب الإيطالي، وهذا هو حال الفرق مرّة تصعد إلى القمة وفي بعض الأحيان تواجه صعوبات كبيرة وتتقهقر إلى الخلف.

•   ألست مع النظرية التي تقول أن قوة الفريق من قوة المدرب، خاصّة وأن منتخب الزرق عانى كثيرا مؤخر وعلى سبيل المثال في فترة دومينيك، وخروجه من الدور الأول عقب فضيحة جوهانزبورغ؟
صدقني لو تركنا الحكم للنتائج فإن دومينيك يعد مدربا كبيرا وحقق نتائج باهرة، وبالدليل على أنه قاد الديكة إلى نهائي كأس العالم بألمانيا وبأداء جد رائع و واقعي، وقد كان باستطاعته أن يحصل على الكأس التي كان الأقرب إليها أكثر من المنتخب الإيطالي، لولا أن ظروف المباراة لم تخدم المنتخب الفرنسي...

•   (نقطعه ثم نسأله...) تقصد حادثة اعتداء زيدان على المدافع ماتيرازي؟
لا لم أقصد هذا على الإطلاق، فزيدان لاعب كبير ويستحق التقدير ولم يكن ليقوم بهذا من تلقاء نفسه، بالإضافة إلى أن تلك الحادثة لم تكن بمفردها سبب في خسارة المباراة، وأريد أن أوجه تساؤلا، لو كان أي مدرب أوصل المنتخب الجزائري إلى نهائي كأس العالم كيف كنتم سنتظرون إليه، من المؤكد أنكم ستجعلون منه بطلا قوميا، وأنا أذكر ما حدث مع المدرب الذي أهل الخضر لمونديال جنوب إفريقيا وكيف تعاملتم معه.

•   ولكن وسائل الإعلام العالمية والفرنسية جميعها حملت اللاعب ذو الأصول الجزائرية مسؤولية خسارة فرنسا اللقب؟
وسائل الإعلام لها الحق بإبداء ما يحلو لها تحت غطاء حرية الرأي والتعبير، وهناك صحافة جيد وأخرى سيئة، وهناك من ينقد من أجل المصلحة العامة للفريق، فلا يمكن أن تكون الأمور رأسا على عقب وأنت تقول أنّها جيدة وهناك من يقوم بالإنتقاد لمجرد الإنتقاد، وقبل أن تكون تلك هي الحقيقة فهي وجهة نظر الصحفي أوّلا.

•   جميع الفرنسيون علقوا آمالهم على المدرب "لوران بلان" إلا أنه لم يأت بالشيء الجديد، ما الذي كان ينقصه هو الآخر مع جيل جديد من اللاعبين يعد أكثر ثراءً ؟
لا يمكن إلقاء اللوم على " لوران بلان" فقد هو معروف عنه حبه للعمل وطريقة عمله الخاصة سواء لما كان لاعبا أو لما دخل عالم التدريب، وقد سبق لي وأن أشرفت عليه لما كان لاعبا وأعرفه جيدا، بالإضافة إلى أنه قام بعمل كبير رفقة نادي بوردو والجميع كان يثني عليه سابقا، واستطاع أن يؤهل الديكة إلى كأس أمم أوروبا دون خطأ وشهد الفريق تحسنا من حيث النتيجة وطريقة العمل،  ومن المؤكد أنه كانت توجد أشياء خارجة عن سيطرته جعلت الفريق يغادر البطولة في الربع نهائي، حينما اصطدم بالمنتخب الإسباني والذي يعد أفضل فريق في العالم عن جدارة واستحقاق.

•   قبل أن نطوي ملف المنتخب الفرنسي، ما هو مستقبل الديكة مع المدرب الجديد " ديدي ديشان"، خاصة وأنّ المخاوف تدور حوله بعنصريته خاصة اتجاه اللاعبين ذوي الأصول العربية؟
من الغريب سماع مثل هذا الأقاويل حول مدرب محترف، فأنا أعرفه جيدا لما كان لاعبا شابا في المنتخب الوطني، وسبق له أن تقمص ألوان فرق أوروبية كبيرة على غرار موناكو، جوفانتوس و تشيلسي، وبالتالي لو كان هذا الكلام ينطبق عليه لما كانت له مسيرة حافلة كلاعب تحصل من خلالها على العديد من الألقاب، ولن يؤهّل ليكون مدرب المنتخب الفرنسي، ولكان قد اعتزل أو بالأحرى عُزِل منذ وقت طويل ولن ينتظرونه غلى غاية الآن، ولهذا فكل من لديه مكان أساسي ويمتلك المواصفات التي تسمح له باللعب في المنتخب سيلعب سواء مع ديشون أو أي مدرب آخر غيره، فنحن نتكلم عن كرة القدم و ليس شيئا آخرا.

================================

يتبع..

CSC