Bienvenue, Invité

Merci de vous connecter ou de vous inscrire.

Connexion avec identifiant et un mot de passe

Auteur Sujet: نعمة الله على هذه الأمة برسالة النبي وما حصل لها به من التفضيل رابط الموضوع  (Lu 647 fois)

CSConstantine.Net

  • Forumiste Nachet
  • *
  • Hors ligne Hors ligne
  • Messages: 1767
الحمد لله الذي أَرْسَل رسوله بالهدى ودين الحقِّ ليظهره على الدين كلِّه وكَفَى بالله شهيدًا، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحْدَه لا شريك له إقرارًا به وتوحيدًا، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - تسليمًا مزيدًا.
 


فيا أيها الناس، اتقوا الله واشكروه على جميع نعمه، واسألوه المزيدَ من فَضْله وألوان كَرَمه، واحذروا معصيته ومُخَالفته؛ فإنها سببٌ لِمَقْته وشديد نِقْمته، واذكروا نعمة الله عليكم؛ إذ هداكم للإسلام، وجَعَلكم من أُمَّة محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - فإنَّ الناس كانوا قبل بعثته في جاهليَّة جَهْلاء، وضلالة عمياء، مشركين بربِّهم، متوجِّهين بالعبادة وطلب النَّفْع ودَفْع الضُّرِّ إلى مَن يضرُّهم ولا ينفعهم؛ من الأموات والجمادات، والأرواح الغافلات، وغير ذلك من أنواع المخلوقات.
 
فصِنْفٌ منهم معرضون عن ربِّ الأرض والسموات، يتبرَّك بنوع من الشجر، والآخر ينادي ميِّتًا في قبر، وثالث يشكو إلى حَجَرٍ عُسْرَ الأمر، ورابع يسجد للشمس والقمر والنجوم، والكل مُعرض عن ذِكْر الحي القَيُّوم.
 
وكانوا في أمورهم العامة في أسوأ حال، وأضيق عَيْش، وأشد كَرْب، يَسفكون الدماء عند أتفه الأسباب، ويغتَصِبون الأموال ويَعدُّونه أشرفَ الأكساب، ويتحاكَمون إلى الطواغيت، ويستجيرون بالشياطين والعفاريت، وكانتْ تحكم العالَم آنذاك دولتان غاشمتان ظالمتان: دولة الروم النصرانية الضالَّة، ودولة الفُرس المجوسيَّة الظالِمة المتجبِّرة.
 
وكان العالَم يعيش في ظلام دامسٍ، وجهل خانقٍ، وخُرافة متحكِّمة، وبَلْبَلة وفِتنة مستحكمة، حتى أَذِن الله - تعالى - وله الفضل والْمِنَّة ببعثة خاتم النبيين، وإمام المرسلين، محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - رحمةً للعالمين، وحُجَّة على الْخَلق أجمعين، أرسله بالهدى ودينِ الحقِّ بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، فأنقَذَ به - وله الحمد والشكر - مِن الجهالة، وهَدى به من الضلالة، وبَصَّر به من الْعَمَى، وعَصَم به من الرَّدَى، وأعزَّ به من الذِّلَّة، وأغْنَى به من القِلَّة، وأخْرَج به من الظلمات إلى النور، ويَسَّر به الأمور، ولَم يَزلْ - صلوات الله وسلامه عليه - مُجتهدًا في تبليغ الدين، وهداية العالمين، وجِهاد الكفار والمنافقين؛ حتى أشرقت الأرض بنور الله ابتهاجًا، ودخَلَ الناس في دين الله أفواجًا، ورَجَع الكفر خاسئًا حَسيرًا أدراجًا، وتحقَّقت مِنَّة الله على المؤمنين؛ ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الجمعة: 2 - 4].
 
[color=rgb(0, 0, 128)]أيها المسلمونكَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ * فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 151 - 152].
 
وعلامة حُبِّ الرحمن، اتِّباعُ النبي الكريم المرْسَل إلى جميع الإنس والجان؛ فإن ذلك هو الامتحان المنصوص عليه في القرآن؛ ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31].
 
ولهذا أمر الله المؤمنين باتِّباعه وطاعته، وحذَّرهم من مُخَالفته ومشاقَّته، وشَرَع لهم تعزيرَه وتوقيرَه، وتعظيمه وتكريمه، ورفَع له ذكرَه، وشَرَح له صدرَه، وجعل الذِّلَّة والصَّغار والخيبة والْخَسار على مَن خالف أمرَه، وأوجبَ عليهم مَحبَّته أعظم من مَحبَّة أنفسهم ووالديهم وأولادهم والناس أجمعين، وجعل ذلك من أعظم القُربات إليه وأسباب الزُّلْفَى لديه يوم الدِّين.
 
[color=rgb(0, 0, 128)]أيها المؤمنونقُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58].
 
[color=rgb(0, 0, 128)]أيُّها المؤمنونوَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [النور: 52].
 
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا * وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 66 - 69].
 
بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا الله جميعًا بما فيه من الآيات والذِّكْر الحكيم.
 
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه يَغفر لكم؛ إنه هو الغفور الرحيم.
 
[/size]
[color=rgb(0, 0, 255)]الخطبة الثان[/size]
[]
الحمد لله يهدي من يشاء بفَضْله إلى صراط مستقيم، ويُضل مَن يشاء بعَدْله عن النَّهْج القويم، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحْدَه لا شريك له الرحمن الرحيم، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله المبعوث رحمةً للعالمين، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الذين آمنوا به، وعزروه ونصروه، واتَّبعوا النور الذي أُنزل معه، أولئك هم المفلحون.
 
[color=rgb(0, 0, 128)]أما بعدُ:[/color]
فيا أيها الناس، اتقوا الله - تعالى - حقَّ التقوى، واستمسكوا من الإسلام بالعُروة الوثْقَى، واذكروا ما عَهِد إليكم نبيُّكم - صلَّى الله عليه وسلَّم - ووصَّى؛ إذ يقول: ((إنه مَن يَعِش منكم، فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسُنَّتي وسُنَّة الخلفاء الراشدين المهديين، عَضُّوا عليها بالنواجذ، وإيَّاكم ومُحْدَثات الأمور؛ فإن كلَّ مُحدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة))، وفي رواية: ((وكل ضلالة في النار)).
 
فإيَّاكم والابتداع في الدين؛ فإنه من عمل المغضوب عليهم والضالِّين، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن أحْدَثَ في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو رَدٌّ)).
 
فالابتداع في الدين مُخَالفة لنَهْج النبيِّ الأمين، وأخْذٌ بمسلك المغضوب عليهم والضالين، وموجب لردِّ العمل وغَضَبِ ربِّ العالمين، واعلموا أنَّ من أخطر المبتدعات، ما أحْدَثَه بعض المنحرفين من أهل الْخُرافة والمتصوفة من الاحتفال بمولد النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وإطرائه في هذه الاحتفالات؛ حتى يرفعوه من مرتبة العبودية إلى مرتبة الألوهيَّة؛ حيث ينسبون إليه شيئًا من خصائص ربِّ الأرض والسموات، ويضرعون إليه بخالص الدعوات، ويصرفون له شيئًا من أنواع العبادات، ويصفونه بأوصاف لا تتَّفق مع الوْحَي المنزَّل، وليس فيها توقيرٌ للنبي المرْسَل، عليه أكمل الصلاة والتسليم من الله - عزَّ وجلَّ.
 
وكل هذه الأمور - يا عباد الله - من الْمُحْدَثات وأنواع الضلالات التي تُبَدِّل الدِّين، وتُوجِب العقوبة من ربِّ العالمين؛ ولذلك نَهَى عنها النبي الناصح الأمين، وحذَّر منها جميع المسلمين؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن أحْدَثَ في أمرنا هذا ما ليس فيه، فهو رَدٌّ))، وقال: ((لَعَن الله من آوى مُحَدِثًا))، يعني: دافَعَ عنه ونَصَره، ووافق على بدعته، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تطروني كما أطْرَتِ النصارى ابنَ مَريمَ؛ إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله)).
 
فهؤلاء الضُلاَّل جمعوا بين الضلالتين - كما تسمعون منهم هذه الأيام - وفتنوا المسلمين في الدين، وذلك من أعظم الآثام، وأشد أنواع الإجرام، وأخذوا بمناهج اليهود والنصارى باحتفالاتهم بأعياد أنبيائهم وعُظَمائهم، ومَن تشبَّه بقومٍ، فهو منهم، فصَدَق عليهم قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لَتَتَّبِعُنَّ سَنن مَن كان قبلكم حَذْوَ القُذَّة بالقُذَّة، حتى لو دخلوا جُحْر ضَبٍّ لدخلتموه))، قالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: ((فمَن؟)).
 
فإيَّاكم وما هم عليه من الضلالات وأنواع المبتدعات؛ ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63].
 
﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201].
 
[color=rgb(0, 0, 128)]عباد الإِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90].
 
فاذكروا الله العظيم الجليل يذكرْكم، واشكروه على نعمه يزدْكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.[/]
[/size]
CSC