أين نحن من الإستثمار ؟
مع بداية هذا الموسم الجديد و عودة العميد مع الكبار، نجد أنفسنا ملزمين على الحديث في موضوع شائك نوعا ما، دوما ما يصنع الحدث على مستوى النادي مع بداية كلّ موسم و يتزامن و الأزمات التي ضربت الفريق سابقا؛ قضية غياب الممولين عن الفريق أو "السبونسور" أو بصفة عامّة، غياب الإستثمارات في "السياسي"
كلّنا يعلم أن الإحتراف المطبّق في الجزائر لحد الآن لا يرقى أن يدعى إحترافا، لكن و بما أنّ السلطات قرّرت تطبيق هذا النظام المفروض من الفيفا، فإذَن وجب على الأندية التعامل مع هذا المشروع و لو بمفهومه السطحي٠ "السبونسور" و الذي يمثّل جزأٌ مهمّا من عائدات الشركات الرياضية، لا يجد طريقا له إلى السياسي!! هذه حقيقة يجب تحليلها بدقّة، و السؤال البديهي الذي يطرح نفسه : لماذا يخلو القميص الأخضر و الأسود من الإشهار و العلامات التجارية ؟
سؤال عميق يحتاج إلى إجابة أعمق من ذلك، فالسياسي و منذ أن عرفتها، و لنقل بعد عهد البطولة، لم أرى أو أسمع بعقد سبونسور حقيقي بقيمة الفريق و عراقته٠ حتىّ الشركات الوطنية التي موّلت الفريق سابقا مثل سوناطراك، سونلغاز لم تنل الإقناع لأنّ سياسة الدولة هي من كانت تقتضي تمويل الفرق، و حتىّ الشركات الخاصّة كالخليفة موّلت جلّ الفرق و لم نكن الإستثناء٠ فهنا نطرح نفس السؤال السابق من زاوية أخرى : ماذا قدّم الفريق من ضمانات أو منتوج مقابل تمويله من طرف المستثمرين ؟ ما كان دور مسيّرينا في هذا المجال ؟
كلّ موسم نجد أنفسنا ننتظر بلهفة أن تطلّ علينا إحدى الشركات حتىّ صرنا نرضى بالصغيرة و المجهرية منها؛ و إلاّ فكيف نفسّر ما حدث الموسم الماضي بفريق يحتلّ الريادة من الأوّل و بشعبية جارفة، يحصل في الأخير على 50 مليون سنتيم طوال موسم كامل ! في هذه الحالة، أحبذ أن يدفع كلّ مناصر 10 دج إضافية عند الدخول إلى الملعب في مباراة واحدة لنحصل على نفس المبلغ، و لا داعي لهؤلاء الممولين أن يضعوا شيئا في القميص.
هذا الموسم، و بعد عودة الفريق إلى دوري الأضواء و تحتّم إيجاد موارد مالية كبيرة، نأمل أن يتغير الحال إلى الأحسن، لكن لحد الآن لا شيء يدلّ على ذلك٠ فرغم الإتفاق الذي سيتمّ مع "نجمة" للإتصالات هذه الأيام، إلاّ أنّ القيمة الفعلية للخضورة ليست بمثل التي ستمنح، فأين هي الضمانات التي يسعى كلّ مستثمر الحصول عليها في الفريق ؟
هذا الموسم، الإدارة صرفت و ستصرف أموالا كبيرة من أجل السير الحسن للفريق، فهل ستلامس المداخيل عتبة المصاريف، أم أنّنا سنضطرّ فقط للإعتماد على أنصار الفريق في كلّ شيء ؟
م٠عبد الرؤوف
