مستقبل مجهول
نسمع هطه الأيام عن التحركات التي تقوم بها الإدارة هنا و هناك من أجل تنظيم البيت بعد أن عرضّته إلى عملية تخريب منظمة، تحركات وصفها أونيس بالمجدية و الإيجابية، لكنها تبقى في رأي الكثيرين متناقضة.
أونيس أعلن أن هدف الصعود لا يمكن تحقيقه في الوقت الحالي و بهذه الإمكانيات المتوفرة، لكن الذي يقرأ أخبار النادي يجد هذا الرجل متشبتا أكثر من أي وقت مضى باللقب، كيف لا و هو الذي استبدل المدرب و جلب ابن الفريق الهادي خزار الذي رفض عدة أندية في القسم الأول تلعب الأدوار الأولى و نجده يقبل بتدريب فريق يلعب البقاء في القسم الثاني و حتى و لو يكون حب النادي هو من يدفعه لذلك، لكنه يبقى أمرا محيرا يجعلنا نجزم أن الإدارة مازالت تضع الصعود نصب أعينها، و إلاّ لما كانت قد اتفقت مع مدرب محنك في هذا الوقت بالذات.
و حتى على مستوى اللاعبين، فإننا نسمع كثيرا هذه الأيام عن رحيل عدد كبير من اللاعبين و ترقية عدد آخر من الأواسط بغية إكمال الموسم، و ذلك أمر يوحي بلعب البقاء و التفكير من الآن في الموسم القادم، لكن أونيس مصّر على صرف مبالغ كبيرة من أجل جلب 3 عصافير نادرة في الميركاتو. أي عقل يتقبل هذا؟؟
فلنفترض أولاّ أن تية أونيس هي لعب البقاء فقط و يريد التحضير للموسم المقبل و استقدم خزار و رقى الأواسط لأجل ذلك، فهذا قعلا شيء جيد و جديد على النادي على الأقل في السنوات الأخيرة، لكن لماذا استقدام لاعبين مكلفين في الميركاتو نحن في غنى عنهم، في الوقت الذي يجب صرف تلك الأموال على الفئات الشبانية و تأهيلها لتكون زاد النادي في المستقبل. ثم هل يحق لأونيس الحديث فقط عن البقاء و باب الصعود ما يزال مفتوحا و نحن نعرف يقينا أن "السياسسي" لم تخلق لتلعب البقاء في القسم الثاني.
و لو نظرنا إلى الفرضية الثانية التي تقول أن أونيس مازال يؤمن بالصعود و يسطره دوما هدفا للفريق،و لا يريد التصريح بذلك إنقاصا للضغط على الطريقة السعدانية - رغم أنه لا يجوز التشبيه هنا- فأي صعود هذا الذي يتحقق بلاعبين من الأواسط يفتقرون لأهم عامل محدد للصعود في مرحلة العودة ألا و هو الخبرة.
الإدارة لحد الآن لم تبد و لو إشارة أو فعل يدل على شيء غيجابي قامت به منذ بداية الموسم، بل بالعكس إلتفتت إلى أشياء تافهة مثل اختلاق المشاكل مع اللاعبين و الصحافة و قصة تغيير الملعب، و ذلك ما أثر سلبا على النتائج، و في ظل اللاإستقرار الذي نعيشه، فلن تتغير الدنيا من أجلنا لأن المنطق سيحترم و سندفع ضريبة المشاكل التي تصتعها بأنفسنا و تنخر جسد العميد
م.عبد الرؤوف