أين السنافر …؟؟
شهدنا مع بداية هذا الموسم أحداثا كثيرة مغايرة للمواسم السابقة، أبرزها حماس الأنصار "السنافر" لفريقهم، و الذي عهدناه في أوجّه كل عام. غير أن الذي نراه الآن لا يبعث على التفاؤل أبدا، بل ينذر بموسم خال من الفرجة في المدرجات بعدما خلى من الفرجة في آداء الفريق.
ما الذي تغير إذن بين ليلة و ضحاها؟ خاصة و أن ذكريات الموسم الماضي ليست ببعيدة أين ضرب "السنافر" المثل في الوفاء و المناصرة و خاصة في حضور المباريات و التنقل مع "السياسي" أينما ذهب، ثم نجد أنفسنا نلعب "الداربي" هذا الموسم بأقل من 10 آلاف متفرج فقط؟؟ فعلا أمر غريب يجب التوقف عنده و التحقيق حول دوافعه و أسبابه، التي جعلت أوفى أنصار في الجزائر "يقاطعون" فريقهم المحبوب إن صح القول بهذه الطريقة غير المنتظرة و المفاجئة…
"السنافر" بكل بساطة أصبحوا لا يثقون في فريقهم، و ملّوا من المشاكل التي تلازمه منذ أمد طويل دون إيجاد حلّ فعلي لها، "السنافر" ملّوا من الوعود الكاذبة و الكلمات المنمقة التي يطلقها الرؤساء و المسيرون كل موسم عن تحقيق الصعود الذي لم يكتب لنا و نحن نلعب الموسم الرابع في قسم الجحيم، ملّوا و هم يرون اللاعبين يأتون كل موسم و يأخدون الأموال فقط دون أن يقدموا مقابلها أي شيء للفريق ثم يغادرون بعد مدة قصيرة بلا رقيب أو حسيب، ملّوا و هم يرون أبناء الفريق يشّهر بهم و يطردون شر طردة بعد أن قدموا للفريق ما لديهم و لم يبخلوا عليه يوما، ملّوا و هم يشاهدون ظلم الرابطة و مسؤولي الكرة في البلاد و لا أحد يمكنه إنصاف فريقهم أو الدفاع عنه.
هؤلاء الأنصار الذين كانوا دائما مصدر قوة الفريق و مازالوا، و الذين هم سبب في بقائه في الوجود، هؤلاء تعبوا من حمل لواء الفريق لوحدهم، سواء بمساعدة النادي وقت الحاجة و في غير وقت الحاجة، أو البكاء عليه وقت أحزانه -و يا له من زمن طويل- ، دون أن يقابلهم فريقهم "العريق" بما يستحقونه من جزاء يجعلهم يتشبثون به.
هناك حقيقة يجب قولها و هي أن الكثير من "السنافر" أصبح لا يهتم لسماع نتيجة الفريق حتّى، كي لا نقول التفكير في الذهاب إلى الملعب لمساندة الأخضر و الأسود. هل سيطول هذا الأمر، و ستزداد دائرة هذه المقاطعة؟ أم أن تحسين النتائج كفيل بعودتهم القوية للمدرجات؟ الأكيد أن الفريق لم يستفد كثيرا هذا الموسم من مداخيل الملعب بسبب الحضور المحتشم للأنصار في المباريات الذي لم يتجاوز 10 آلاف كمعدل عام، و هو ما سيزيد بدون شك في حدة الأزمة المالية التي يعيشها الفريق.
ما عسانا أن نتمنى في النهاية إلاّ أن تتجسد مصالحة بين الفريق و أنصاره في أقرب وقت ممكن لأنه و كما يدرك الجميع "السياسي" بدون "السنافر" لا تساوي شيئا أبدا.
م.عبد الرؤوف
