وقفة تأمّل
إنّ ما تعيشه السّاحة الرّياضية الوطنية من ركود منذ أزيد من شهر من الآن، قد أثّر كثيرا على الأندية التي لم تعرف بعد كيف تضبط برنامج تحضيراتها و استعداداتها للمنافسة التي طال انتظارها على أمل العودة إلى الملاعب نهاية هذا الأسبوع و المواصلة في المهمّة التي بدأناها و هي الصعود٠
العميد استغل مرحلة التوقّف هذه باسترجاع النقص الذي كان يعاني منه اللاعبون منذ بداية الموسم، و استفاد من مباريات كثيرة لتعويض البطولة، و الأكثر من ذلك أنّه أنهى صفقات 5 لاعبين في الميركاتو لتعويض بعض غلطات إنتدابات الصيف٠ كلّ هذا ميزّ المرحلة السابقة٠
الشيء الذي أفرحني كثيرا و طمأنني حول المستقبل القريب على الأقلّ هو خلوّ مرحلة توقّف البطولة هذه من أيّة مشاكل إدارية خاصةً٠ تذكّروا أن "السياسي" كان دائما ما يدخل في صراعات و اضطرابات في هذا التوقيت لأسباب غير منطقية إن لم نقل تافهة، لكن النظام الذي تمشي عليه الهيئة المسيّرة للسنافر جعلها تعبر هذه المرحلة بسلام و تسيّرها بذكاء كبير، مكّنها ليس فقط من حفظ الإستقرار في البيت، لكن أيضا مدّت خطوات إضافية نحو طريق الصعود من بينها إنتقاء اللاعبين اللازمين للمرحلة القادمة، و إقامة تربّص في العاصمة مع جدّية كبيرة في العمل ستكون نتائجها إيجابية بلا شكّ على الفريق و هو ما نتمنّاه فعلا٠
عندما نقول هذا الكلام، لا يُفهم منه أنّه مدح و ثناء للمسيرين و فقط، لكن للشهادة تصوّروا أنّ فريقا عملاقا بحجم شباب قسنطينة تقع مسؤوليّته على عاتق بضعة أشخاص فقط، يواصلون مهمّتهم على رأس الفريق رغم المطبّات و العراقيل٠ و سأبقى دائما عند موضوع الراحة الشتوية، فلو ألقينا نظرة على السنوات الماضية فقط سنجد أنّ المشهد قد تغيّر فعلا فبعدما كنّا نرى طموحات الفريق تتلاشى بمرور الموسم، هاهو هذه المرّة يزداد قوّة و يحافظ على صلابته و هيبته٠
مطلب الجماهير الأوّل هذا العام هو الصعود و فقط، أمّا أحوال الإدارة و همومها فقد عوّدنا أنصار "الخضورة" أنّها لا تهمّهم كثيرا مادام الفريق "ماشي" لأنّه في الأخير وضعت الإدارة لكي يكون هناك فريق، فما على المسيّرين سوى المضاعفة من مجهوداتهم لكي يغادر "العميد" أزمته التي تضربه منذ سنوات عديدة، و كذلك أن تستثمر في أنصار النادي الذين هم بمثابة الواجهة في قسنطينة٠
م٠عبد الرؤوف
