وقت الشدّة يبانو الرجال
إنّ المرحلة الإنتقالية التي يعيشها العميد هذا الموسم، و التي يأمل من خلالها العودة إلى مكانته الأصلية تفرض علينا تنازلات و تضحيات في سبيل هذا الهدف٠ فنحن الذين نقترب شيئا فشيئا من نهاية الموسم الحالي، نقترب أيضا من حدث لطالما إنتظره أنصارنا منذ بداية الموسم : داربي سيرتا الكبير٠
إنّ فوز السياسي بهذا اللقاء يعني بنسبة كبيرة ضمان الصعود مسبّقا، لكن بالنسبة للأنصار يعني أكثر من هذا، فلطالما اعتز أنصار الفريقين بالفوز على الآخر حتىّ لو لم يحققوا بعدها شيئا في نهاية البطولة٠ هذه هي حلاوة المباراة الكلاسيكية و نكهتها٠ و بما أنّ الموعد اقترب فإنّه يكثر الكلام حول المباراة و تزداد معها الشائعات المألوفة كلّ مرّة، فهذا يقول أنّ الداربي "مخدوم" و آخر يجزم أنّ التعادل سيرضي الطرفين٠ فبدأت معها الضغوطات على الإدارة و حول إن كانت في نيّتها فعلا التنازل عن المباراة لصالح الغريم٠ كلام شارع فقط لا نعرف صحّته من عدمها، لكن الأكيد أن السنافر الذين أبدوا مؤازرة مطلقة للإدارة هذا الوسم لا يريدون بأيٌ حال من الأحوال التنازل عن حقّهم و مطلبهم و هو الفوز بالداربي مهما كلّف الأمر، إذ وصل اعتقاد البعض منهم إلى أنّ صعود الفريق من دون الفوز في الداربي لا يسمّى صعودا، فيما يرى قسم آخر من الأنصار أنّ خسارة المباراة قد تعني خسارة البطولة و هو ما لا يتمنّاه أحد لأنّنا لا نبتعد سوى بست خطوات عن الملاحقين و ما أكثرهم، فارق يمكن تداركه في جولتين فقط٠
هذه الإشاعات التي لا تعتبر وليدة هذا الموسم، قابلها الصمت الرهيب لأعضاء مجلس الإدارة الذين ربّما يفضلون اتباع سياسة حكيمة تجاه الوضع، لكن الأكيد أنّ ضغطا إيجابيا سيفرض على اللاعبين و معهم المسيرين ليمنعهم من أيّ خطأ مستقبلا قد يكلّفنا غاليا٠ الأنصار الذين كرهوا رائحة القسم الثاني و آمنوا أنّ هذا الموسم سيكون الأخير لا يتصوّرون و لو للحظة واحدة أنّه قد يتمّ خداعهم مرّة أخرى، و لن يغفروا أبدا للمتسبّبين بما أنّ السياسي يحقّق في مسيرة موفّقة لحد الساعة و أيّة عراقيل ستكون عواقبه وخيمة حتما٠
الداربي بقدر ما هو هامّ بالنسبة للجار فهو أكثر أهمّية للسياسي بعكس ما يظّن البعض٠ الشباب له مباريات صعبة بعدها و وجب تأمين الفارق من الآن لتفادي حسابات نحن في غنى عنها مع نهاية الموسم، أمّا الغريم فهو و منذ مدّة و هو يتراجع في الترتيب فهل مباراة الداربي فقط هي من ستنجيه و هي التي تمثّل 3 نقاط فقط ؟
خلاصة القول وجب علينا الفوز عليهم مهما كانت الظروف، كما يجب على أنصارنا أن يبقوا يقظين و يساندوا اللونين الأخضر و الأسود مهما كان الحال، لأنّ الوقت حان لنقول وداعا لقسم الجحيم، و لينتقل كلّ فريق إلى القسم الملائم له
٠
م٠عبد الرؤوف
