مستقبل مجهول
2
تعودنا على أن تكون مرحلة الراحة الشتوية "معمرة" بالمشاكل و الأخبار التي لا تسّر و كذا النزاعات و اللاإستقرار، و هذا الموسم لا يختلف كثيرا عن سابقيه، حتى و إن كان البعض لا يرى ذلك بسبب العزوف الإعلامي و الجماهيري عن الفريق في الآونة الأخيرة، لكن الفريق ليس بخير إطلاقا للأسف، تحكمه جماعة لا تعرف عن كرة القدم سوى إسمها، و معروف سبب تشبتها بالنادي لحد الآن رغم أن كل شيء ضدهم من نتائج من جهة و أنصار من جهة أخرى.
نحن من موضعنا لا نعرف الكثير عن مشاكل الفريق الداخلية و ليس بوّدنا أن تتفاقم، لكن و الله إن الذين يتحدثون عن الصعود في هذه الأثناء و نحن منهم، نجدهم كثيرا ما ينظرون للأمور بقلوبهم فقط، لا ببصائرهم، و هم معذورون في ذلك، لكن ماذا لو نستيقظ قليلا و نرى الأشياء على حقيقتها سنجد اختلافا كبيرا بين الأحاسيس و الواقع للأسف أيضا
.
ليس وضع "السياسي" في البطولة من حيث ترتيبه و نتائجه التي تبقى عادية و يمكن تداركها كما كنّا نفعل دائما، ليس حكاية ان الصعود للأول فقط هي من تزعجنا لأننا نعلم ذلك منذ بداية الموسم و كان يجب علينا التحضير لذلك من قبل، ليس قضية هل سنصعد أم لا هي من تؤثر فينا، "لا لأننا والفنا بربي يخلف"، لكن الحقيقة التي يعمى عليها مسيرونا الموقرون أنه ليس بالطريقة هذه يلعب الصعود، أو حتى نشرف ألواننا. و كمناصر بسيط محب للفريق أقول أن الصعود يتطلب أولا رئيسا "قادر على شقاه" من الناحية المالية و أيضا التسييرية، و لا نحتاج إلى دمى ترينا المسرحية ذاتها كل عام بالرقص على وتر الضائقة المالية، وكأنهم لا يعلمون بوضع الفريق قبل ذلك و رغم هذا يصرّون على ترؤس النادي لأغراضهم الشخصية و الكل يعلم هذا جيدا.الصعود يتطلب منهجية عمل محددة و مدروسة و استمرارية في العمل، و ليس تربص "بريستيج" في تونس أكثره للإستجمام، و جلب "لاعبين عجزة" لا يقدرون على الجري لخمس دقائق، التخلاط مهنتهم الوحيدة. الصعود لا يلعب بتغيير المدربين بتوالي المباريات و هي التي أصبحت عادة الآن و كأن المدرب هو من يحقق النتائج بدل لاعبيه؟
الصعود يلعب و يحقق بتكافل الجميع حول فريقهم و ليس كما حدث معنا حيث رأينا مكتبا مسيرا كبيرا في أول الموسم لكن لم نجد لهم أثرا الآن، دون الحديث عن التكلتلات التي حدثت بين اللاعبين و مقاطعة الأنصار لهم.الصعود أيضا شئنا أم أبينا يلعب بالكواليس داخل الرابطة و الفاف و شراء المقابلات و الحكام، و نحن نرى أن "السياسي" ليس قويا من هذه الناحية.
لأنهي بمثال بسيط الموسم الماضي، وداد تلمسان برئيس واحد، مدريب واحد، لاعبين منسجمين، إستقرار في النتائج فكان جزاؤهم الصعود في المرتبة الأولى، أين نحن يا ترى من هؤلاء "ربي يصلح الأحوال ان شاء الله"" .
م.عبد الرؤوف
