le: 29 janvier 2013 à 21:05:55 »
وقفة تأمل 05: "لومير" .. مكسب كبير
منذ أن أتى المدرّب العالمي "روجي لومير" إلى الفريق، إستطاع أن يغيّر العديد من الأشياء السلبية في محيط النّادي، و لم يقتصر دوره على الجانب الفنيّ الذي يتحسّن يوما بعد آخر، بل تعدّ إلى تنظيم المناخ العام للعمل داخل الفريق، و هو ما أعطى صورة جميلة لــ"السياسي" في السّاحة الرياضيّة٠
المدرّب الفرنسي كان واضحا و بسيطا و حازما منذ البداية في تعاملاته مع الجميع، لدى نرى هذا الموسم أنّ اللّاعبين لا يتخلّفون عن آداء تدريباتهم، و يطبّقون التعليمات بكلّ احترافية٠ و حتىّ المشاكل الإنضباطية لبعض العناصر كمنصوري، بوخيث و بن ونّاس، فقد تعامل معها "روجي لومير" بذكاء، و جنّب بقيّة التعداد و الفريق بشكل عام الوقوع في فوضى كما كنّا نشهدها كلّ عام٠
من جهة أخرى، إلتزم هذا الرجل بعلاقة دبلوماسية مع الإدارة، مبنيّة على الثقة و الإحترام المتبادل٠ الثقة، لأنّه من الصعب إقناع مدرب ذو صيت عالمي على التدريب في الدوري الجزائري لولا مشروع الإدارة القويّ، و الإحترام بأن لا تتدخّل إدارة بوالحبيب في الأمور الفنيّة و التقنية للمدرّب كما يحدث دائما على الطريقة الجزائرية٠
على النقيض من ذلك، لم نر تلك العلاقة تتجسّد مع الإعلاميين، حيث يصرّ بطل أوربا سنة 2000 على أن تكون علاقته برجال الصحافة، علاقة مهنية و احترافية بحتة، و هو ما لم يلق ترحابا لدى الصحافيين المحليين الذين ألفوا "البريكولاج" و العلاقات المشبوهة مع المدرّبين السابقين٠ لهذا لم تكفهم ندوة واحدة عقب كلّ لقاء، لأنّهم فشلوا في التأثير على قرارات المدرّب، و هو ما انزعج منه هذا الأخير، و عبّر عن امتعاضه الشديد من الأمر منذ مدّة٠
أمّا فيما يخصّ الحلقة الأكبر في الفريق و هم أنصاره، فلا تمض مناسبة إلاّ و أشاد "لومير" بالدعم الكبير الذي يقدّمونه و عن إعجابه الكبير بهم، و أنّ الفريق لا يساوي شيئا من دونهم بدليل المباراة الأخيرة ضدّ الشلف، في حين يلق هذا المدرّب كلّ التقدير من قبل الأنصار الذين يرون فيه الرجل المناسب لقيادة الخضورة و العودة بها إلى عهد التتويج٠
بعد كلّ هذا، نقول أنّ هذا المدرّب يعدّ إضافة كبيرة لفريقنا و مساره لحد الآن يؤكّد ذلك، بالنظر إلى النتائج الإيجابية المحقّقة و العمل الكبير الذي يقوم به وسط التشكيلة٠ و الأكيد أنّ من تنبأوا برحيل "لومير" بعد شهر فقط، أو من الجولة الثالثة قد أخطأوا في التقدير، فالتقني الفرنسي لم يأت ليذهب، بل ليكون القادم أفضل إن شاء الله٠
م٠عبدالرؤوف
