هذا العنوان ورد اليوم في جريدة "الوطن" كطعنـة خنجر في قلب كل مناصر للنادي، بل و كل قسنطيني له ذرّة من الحمّيـة..العين عمرها ما تعلى على الحاجب..و أمّر ما في الأمر، هو أنها حتى و لو كانت مغلوطة بمنطق كرة القدم الذي لا يعترف إلا بالميدان، إلا أنها تعبر عن واقع النادي..نادينا الذي عبثت به الأمواج و تقاذفته رياح العبث ليصبح ـ و نصبح ـ كالهباء المنثور لا نقوى على ردّ قدح و لا على دفع ضيم.
لن أنخرط في الجدل العقيم حول أحقية فلان على علان..و الله ما فرق صفنا و جعلنا مسخرة سوى منطق المتربصين هذا الأقرب إلى التشفي..كيف نلوم الغير و البعض بين ظهرانينا نكاد نرى أنيابهم نكايةًََ فيما يحدث و لسان حالهم يتوق إلى قول شيء واحد "ألـم أقل لكـم ؟ هذا ما جنته أيديكـم".
أشهد الله أنني أقف على مسافـة واحدة بين من سبق و بين من لحق، و أن كلاهم أحسن و أساء، و أن لكلاهم ما يحسب له و ما يلام عليـه..و أن مصيرهم دبّر بليل و لم يكن للأنصار ناقة فيه و لا جمل..فلِم العتاب و الأنصار دائما آخر من يعلم ؟
أما الحلّ، فأكررّ ما قلته بأننا مكبلّون و لن تقوم لنا قائمـة طالما النادي يفتقر إلى جمعية عامّة قوّية و ممثلة لكل فئات الأنصار..من يدافع عن النادي ؟ أشركـة تجارية ؟ أم موظّفا مأمور ؟ أم تاجرا مأجور ؟ لكلٍّ مصلحتـه، و لكلٍّ نفسـه الأمّارة بالسوء متى إستفرد بالقرار دون رقيب.
حال النادي كحال المدينـة، طالما لم يمّن الله علينا في قسنطينة بمسيّرين يدفعون جبرا إلى هذه الخطوة بقوّة القانون، جمعية تأسيسية لإختيار أعضاء و أُطُر الجمعية العامـة على أسس شفافة و منطقية، فلا أرى حلا لهذه المعضلة، كلّ مسير يفَصِلُ جمعية على مقاسـه لتتركه بسلام خلال فترة تسييره، و تنكد عيش غيره متى أبعد من منصبـه.
ثم تأتي مسألـة الهيكلة، ولعل أوّل و أوجه إقتراح هو العودة إلى العمل بتشكيلة المكتب المسير بأعضاء مسيرين و أعضاء معينين بقوة القانون..و التخلّي عن مبدأ "ما أريكم إلا ما أرى"..لقد مرى على النادي طواغيت جعلوا أصحاب الحياء و النخوة و الكفاءة يهجرون النادي و يتألمون لألمه عن بعد.
أمّا في العاجل، فأكاد أجزم بأن تهديد الرابطـة بمنع النادي من الإنتدابات الموسم القادم هو أحسن ما يمكـن أن يحدث لنا، فوالله ما قسم ظهر النادى سوى كثرة الإستقدامات و التسريحات..كأن هناك من وراء الستار من يتلذذ بهذا الأمر..فلنقطع حبل هذه الآفـة و نكتفي بما لدينا أو نستنجد بخزّان النادي.
أخيرا..من شاء التغيير فليطالب به، و من أراد الإستقرار فليطالب به كذلك..و الفرق بين الإثنين هو قناعـة كل مناصر بشأن حصيلة الفريق هذا الموسم، أمردها أخطاء تسييرية بسبب نقص الخبرة أم نية خبيثـة لتحطيم النادي ؟ أما رأيي الشخصي فهو مزيج بين نقص الخبرة و الإستفراد بالقرارات..متى إعترف المسيرين بذلك و تعهدوا بمعالجـة الأمر بجّد..فالإستقرار أولى.
لو كنّا على قلب رجل واحد لأقترحت أرضيـة مطالب تسلّم إلى المسيرين، متى إلتزموا بها و تعهدوا بتطبيقها كان لهم علينا الصبر و المساندة..أما لو أخذتهم العزة و التكلّف فسيكون لهم منا ما يستحقونه..و تاريخ النادي يشهد على نهايـة كلّ مترّفع.
لم يكـن لي أن أتكلّم عن حالة النادي بصفة عاّمة دون التطرق إلى ما يعانيه حاليا، و لا أظن أحدا قادر على ذلك في هذا الوقت بالذات..لذا فالأحرى أن نتناقش بروّيـة و أن نصل حاضر النادي بما نراه أصلح لمستقبلـه إن شاء الله.
