موسم العودة
أطلّ منذ أيّام هلال رمضان المبارك لهذه السنة و أطلّ معه هلال "السياسي" لهذا الموسم بعد أن شرع الفريق في تحضيراته لأوّل موسم له مع النخبة منذ 5 سنوات٠ عودة قابلها حضور جماهيري لافت لأولى التمارين في سهرات رمضانية تنبئ بموسم مشرّف للخضورة٠
بعد أن كنّا دوما من خلال هذا المنبر نكتب عن آمالنا في صعود الفريق إلى الرابطة الأولى، و كنّا أيضا نحلّل خيباته و أزماته و كنّا ننتقد أكثر ممّا نمتدح، ها قد جاءنا الفرج ربّما و عاد العميد إلى مكانته، و لن نضطرّ مجدّدا للكتابة في تلك المواضيع التي لا تليق بسمعة فريقنا٠ الفريق صعد و سيلعب الموسم القادم مع الكبار، و يجب معه أن تتغيّر الذهنيات و العقليات لتتطوّر و تتماشى مع "الريتم" العالي الذي تفرضه الرابطة الأولى مقارنة بالثانية، لأنّ الفِرق مختلفة و الأهداف مختلفة أيضا، كما الإمكانيات الواجب تسخيرها ستكون حتما مختلفة بدورها٠
طموح أيّ فريق صاعد جديد إلى قسم النخبة هو آداء موسم مشرّف و خاصّة تفادي العودة من حيث أتى، وهو ما أظنّ الواجب تحقيقه في فريقنا لا أكثر و لا أقلّ٠ فهناك من يطالب من الآن بنتائج كبيرة و مراكز متقدّمة أو حتىّ البطولة، لكن ربّما لا يعلمون أنّ الفريق يسيّر بإمكانيات متوسّطة ولاعبين أكثرهم جدد، و كذا المدرّب، وإدارة لديها من الخبرة ما يجعلها تعلم علم اليقين أنّ تحقيق البقاء بارتياح هو أقصى ما يمكن تحقيقه حاليا، و أنّه من المجازفة التسرّع و البحث عن النتائج من الآن٠
في الجانب الآخر، هناك من يتخوف من سيناريوهات سابقة حين كان الفريق يسقط مباشرة بعد صعوده، لكن في رأيي هذه التكهّنات لا محل لها من الإعراب لأنّ الفريق يملك كلّ مؤهلات النجاح، فبإرادة و نيّة فقط من المسؤولين على هذا النّادي و دعم من أنصاره، ستكون عملية الإندماج مع الكبار يسيرة إن شاء الله و سنتمكن من آداء موسم مقبول٠
إن كان هناك ما يقلقنا، فهو بدون شكّ الأزمات و المشاكل الإدارية التي يمكن حدوثها خلال الموسم و خاصّة المشكل المالي الذي بدأ يطرح هذه الأيام مع انعدام المساهمين الجدد في الشركة، فلن نبقى نعتمد على مساعدات الدولة كلّ مرّة، و الحلّ يكمن في رأيي في الإستثمار الداخلي للفريق٠
هذا الموسم سيكون من دون شكّ صعبا و شاقّا، و سيشهد عودة العميد و بقوّة إلى الساحة الرياضية الوطنية و هو ما سيضفي نكهة خاصّة على البطولة في موسم نأمله مليئا بالنجاحات و الإنجازات، نختمه بتحقيقنا للأهداف المرجوة٠
م٠عبد الرؤوف
