لا أحد يدري كيف إستحال موظف بسيط إلى أكبر و أقوى شخص مؤثر في حياة النادي، بل و امتد تأثيـره إلى تاريخه و رموزه دون أدنى معارضـة من مثقفي النادي و محبيه المطلعين على خباياه !
لقد إمتد تأثير هذا الشخص مع ما بدأه سابقـه "ياسين فرصادو" ليجعل من النادي الرياضي القسنطيني مجرد فرع مفلس لشركـة وطنية ناشئة في حين أن الحقيقة هو أن هذه الشركـة تسيّر فقط فرع كرة القدم لنادٍ عمره أكثر من قرن !
لم يكتف بتدخلـه في كل صغيرة و كبيرة، من الإستقدامات إلى جلب الألبسة، ولن يتسع الأمر إلى ذكر كل ما قام و يقوم به لتقزيم النادي و جعله مجرد فرع مفلس للشركـة التي توظفـه.
إذا أفلس فرع كرة القدم فالمسؤول الوحيد هو الشركـة التي تولت تسييره عبر شخصه، أما النادي فلم و لن يموت و لو إقتضى الأمر لاسترجع فرعـه أو أسدى أمر تسييره لشركـة أخرى.
لست هنا للمرافعـة ضد شركـة الطاسيلي، فشخصيا أرى في وجودها عاملا إيجابيا لا ينكره إلا جاحد..لكن، لا مفرّ من رسم حدود لا ينبغي لموظفيها تجاوزه.
ـ أولى هذه الحدود هو عدم تدخل موظفيها في أمور النادي و الإكتفاء بفرع كرة القدم كما طالبوا هم أنفسهم بذلك عند إستغنائهم على فرع كرة السلّة..ليس للشركة أن تستغل إسم النادي برمته فتلحقه ما قد يلحق بالشركـة من ديون و قضايا في العدالـة قد تعصف بوجوده.
ـ أن يكفوا عن إستعمال إسم النادي حسب هواهم و الحديث فقط بإسم الشركـة التي عليها إحترام ألوانه، رموزه، و تاريخه..لهم أن يتكلموا عن تاريخ الشركـة، ألوانها، و رموزها، و لهم أن يستعملوا ختم الشركة بإسمها القانوني "شركة شباب قسنطينة 1898" و ليس ختما بإسم النادي الرياضي القسنطيني..ليس لشركة عمرها 4 سنوات أن تتكلم و تلغي وجود نادٍ عمره أكثر من قرن.
لا أحد له مصلحـة في حدوث أزمـة بين النادي و الشركـة، و أكاد أجزم أن ما كنت أتكلّم عنه هو آخر إهتمامات بن طوبال..لكن ما بني على باطل فمآله الفشل المحتوم..إذا كانت الشركـة قد قررت الإكتفاء بموظفين إثنين فقط لتسيير فرع كامل بحجم فرع النادي الرياضي القسنطيني لكرة القدم فذلك شأنها..و هي مسؤولـة عن ذلك.
حسبنا الله و نعم الوكيـل فيمن ألغى وجود النادي الرياضي القسنطيني على أرض الواقع بتقلده لمنصبي رئاسة الشركـة و النادي في نفس الوقت مع تعارض مصالحهما، و جعل الشركـة تستحوذ على كل شيء..نحن اليوم أمام الأمر الواقع :
لا نريد تضاربا بين النادي و الشركـة، و لا نريد أيضا أن يلغى النادي من الوجود و لا أن يتحمل مخلفات تسيير الشركـة، نريد فصلا في الوجود القانوني على أرض الواقع، و تكاملا في التعامل كي تنجح الشركـة في عملها..فما يهم المناصر البسيط هو نجاح الفريق.
نريد نجاح الشركـة و يمكننا الحديث على ذلك في موضوع آخر مع تقييم حصيلة الموسم، لكن نريد أيضا رئيسا فعليا للنادي الرياضي القسنطيني، رئيسا لا نجهل تاريخه و لا يتصرف بدافع الإنتقام أو لأمور غامضـة لا علاقة لها بالرياضـة..و نريد كل أبناء النادي حوله، حتى من أخطأ في حقه..نريد بولحبيب، بوخزرة، الحاج شنّي، حدّاد، بن طوبال، حمّانة، محساس، خطّابي..و كلّ من يحمل في قلبه ذرّة حب لهذا النادي.
