فور عليهم
ها نحن الآن نحتفل بالفوز المحقق في "الداربي" بعدما كنّا نبحث عن هذا الإنتصار لإنقاذ موسمنا، نعم نحن نحتفل و يحقّ لنا ذلك بعد معاناة كبيرة في الدوري هذا الموسم مُسحت من أذهاننا مباشرة بعدما أطلق لكحل رصاصة الرحمة على اصحاب الزي الابيض.
فوز اعترف لنا الجميع بأحقيّته، بالآداء قبل النتيجة رغم البداية المحتشمة و الحضور المحتشم للأنصار. رغم كلّ ذلك، الوحيدون الذين لا يريدون الإعتراف هم عناصر و انصار الفريق الجار رغم إيقانهم أنّهم خسروا الرهان فوق الميدان، و لم يستطيعوا مجاراة النسق الذي فرضه أشبال روّاس طيلة مجريات الداربي. نحن نعرف موقفهم مسبّقا و لن ننتظر اعترافهم لأنّهم لن يفعلوا ذلك إطلاقا، لكنّهم لن ينسوا بكل تأكيد هذه الخسارة المذلّة التي سيسجلها التاريخ حتما.
أثبت مجوج أنّه رجل لقاءات الداربي حين يصنع لعب "السياسي" و يخلق الأهداف من لقطات حاسمة، و أثبت بولمدايس أنّه "خارج فيهم" و يضع راسه تحت تصرّف الفريق كلّما تعلّق الأمر بهزّ شباك "الموك" و بكون بذلك قد انتقم منهم بعد أن "حقروه" ، و أثبت أيضا ميهوبي، لكحل، بولعويدات، نحيلي، بوقوس، شطيح و دربال أنّهم أبناء قسنطينة و شبّانها و يعرفون قيمة "السياسي" و الداربي القسنطيني على وجه الخصوص، و أنّهم رغم صغر سنّهم إلاّ أنّهم تلاعبوا بالفريق الجار و لقّنوهم درسا في الكرة و حب الألوان. كما أثبت ضيف، حركاس، بوتريعة و مزياني أنّهم "تاع نهارات كبار" و شرفوا عقودهم و حفظوا للفريق كرامته من خلال هذا الداربي.
و اخيرا أثبتت الإدارة و المدرب أنّ سياسة تضبيب الفريق و الإعتماد على أبناء الفريق و اللاعبين الشبّن، سياسة ناجعة بكل المقاييس، فيجب تثمينها و الإستمرار فيها لبناء فريق تنافسي يشرّف مستوى "السياسي" في المستقبل القريب.
و الشيء الذي نتمنّاه في الأخير هو مواصلة ما تبقّى من الموسم بنفس الإرادة و نفس النسق و عدم التهاون و الفشل كما حدث الموسم الماضي. و هذا لأجل بعث أمل الصعود الذي لم يعد من المستحيلات، شرط المساندة الجماهيرية و الدعم المادي و المعنوي من الإدارة.
م.عبد الرؤوف
