نزيف المدربين في البطولة الجزائرية..
الاحتراف يترنح بين الإقالات والاستقالات!
رغم دخول البطولة الجزائرية عامها الرابع عشر تحت مظلة الاحتراف، إلا أن الفوضى ما زالت العنوان الأبرز للمشهد الكروي، حيث باتت الأندية تدور في حلقة مفرغة من عدم الاستقرار الفني، وهو ما انعكس سلبا على مستوى المنافسة، رغم الميزانيات الضخمة التي تضخها الشركات المالكة لهذه الفرق.
آخر حلقات هذا المسلسل كانت إقالة المدرب الفرنسي دينيس لافان من العارضة الفنية لأولمبي أقبو، ليكون بذلك المدرب رقم 19 الذي يفقد منصبه منذ انطلاق الموسم، في مقابل استقالة ثلاثة مدربين فقط، وهم عبد الحق بن شيخة، عبد القادر عمراني (شباب بلوزداد) والفرنسي إيريك شال. هذا الرقم يعكس حجم الأزمة التي تضرب الاستقرار الفني للأندية، في ظاهرة باتت تسيء إلى صورة الكرة الجزائرية.
ورغم أن الاتحاد الجزائري لكرة القدم "الفاف" والرابطة المحترفة سعتا لوضع حد لهذه الفوضى من خلال سن قوانين تمنع أي مدرب من الإشراف على أكثر من فريقين في موسم واحد، إلا أن هذه الإجراءات لم تكن كافية لكبح نزيف الإقالات والاستقالات. فهناك مدربون استهلكوا الإجازتين المتاحتين لهم، ما يحرمهم من العمل حتى الموسم المقبل، مثل شريف الوزاني، زغدود، شريف حجار وعزيز عباس.
في ظل هذه الوضعية، تبقى التساؤلات مطروحة: هل المشكل في المدربين أم في إدارات الأندية التي تفتقد إلى التخطيط والرؤية؟ وكيف يمكن الحديث عن احترافية حقيقية في ظل غياب الاستقرار الفني وهدر الأموال دون نتائج ملموسة؟