فوز ذو حدين
في الوقت الذي توقعنا أن يجد شباب قسنطينة صعوبة في هزم مولودية سعيدة في أول ظهور للفريق بحملاوي ، و ذلك لعدة اعتبارات منها قوة المنافس الذي يلعب الصعود هو أيضا ، بالمقابل لم يتوقع الكثيرين أن يروا آداء كارثي مثل الذي قدمه الفريق ، أو لنقل المحتشم و ذلك لعدم تقزيم الفوز المحقق.
الأنصار الذين حضروا رغم حراراة الجو الشديدة استغربوا بشدة للوجه الذي ظهر به فريقهم ، حيرتهم هذه بدأت حين أعلن عن التشكيلة التي ستدخل المباراة و التي حملت تغييرات كثيرة و أغربها الزج بالمدافع الأيمن بوتريعة في منصب وسط دفاعي ،و كأن الفريق يخلو من لاعبين على مستوى هذا المنصب في الوقت الذي يزخر فيه الفريق بترسانة على مستوى الوسط الدفاعي. ثم أتت بعدها قضية غياب بن قجون عن التشكيلة الأساسية في آخر لحظة و تعويضه بعمران الذي لم يقذم شيئا ليتفاجأ الجميع أن بن قجون كان خائفا لأن لديه إنذارين مع فريقه السابق الموسم الماضي. و هنا نتساءل أين دور الأمين العام للفريق في هذه القضية ؟ و لمن تحمل المسؤولية في هذا الأمر ؟ و لمن تحمل أيضا بعد أن ضيع الفريق فرصة اللعب ليلا ؟
بعيدا عن هذا الأمر و بالعودة إلى مردود التشكيلة خلال تلك المباراة نستطيع القول أن الفريق لم يقدم شيئا خاصة في الشوط الأول ، لاعبون تائهون في وسط الميدان ، تمركز غائب و لعب عشوائي من خلال الكرات الطويلة التي عادة ما نرى " السياسي " يلعبها في المواسم السابقة.
فوز أول في البطولة لا يغفل أبدا النقائص و الثغرات فإذا كانت نقاط المباراة هي الأهم في مثل هذه اللقاءات من خلال تهدئة الجو العام للفريق الذي كاد يدخل النفق المظلم مبكرا ، إلا أنها تعطي دلالات قطعية أن الفريق بهذا المستوى من الآداء الهزيل لن يمكنه اللعب على اللقب بكل تأكيد.
يقولون دائما أنه يجب عدم محاسبة الفرق على الآداء في المباريات الأولى ، وهنا يمكن أن نخلق للاعبين مئات الأعذار مثل الحرارة و ضغط أول لقاء و الخوف من التعثر و و … ، لكن الذي رأيناه الجمعة لم يكن الآداء وحده فيه غائبا ، فحتى أبسط تقنيات كرة القدم لم تطبق ، ولم يسجل الهدف حتى وضع خلاف و زملاؤه الكرة على الأرض ، هدف أدخل محيمدات في فرحة هستيرية بعد أن كان رأسه مطلوبا في حال التعثر.
المهم خلاصة القول لقاء للنسيان مع الإحتفاظ فقط بنقاطه و التفكير في حل المشاكل الموجودة على مستوى التشكيلة ، و ذلك من أجل الإستعداد جيدا لسفرية مستغانم الشاقة و على الفريق البرهنة على مستواه هذه المرة خارج الديار و عدم التحجج بأعذار أخرى لن تنفع في شيء.
م.عبد الرؤوف
