الفرجة ستكون في الكوزينة
بدأ العدّ التنازلي للمباراة الكبيرة التي سيلعبها "العميد" في الـ20 من هذا الشهر بمناسبة نصف نهائي "السيدة" الكأس، و اشتعل قبلها الحديث عن هذه الموقعة منذ تاريخ إجراء القرعة التي أوقعتنا مع شباب بلوزداد داخل قواعده٠
الكلام الكثير الذي قيل حول هذه المقابلة ارتكز تحديدا على الجانب التنظيمي، فبالعودة السريعة إلى كرونولوجيا الأحداث، فبعد تأهّل كلّ من بلوزداد، الحرّاش و سطيف بالإضافة إلى "السياسي" إلى المربع الذهبي من المنافسة، طالبت إدارة النّادي القسنطيني بإجراء المقابلتين في ملاعب كبيرة نظرا لأهمية هاتين المبارتين و جماهيرية هاته الفرق و المنافسة على وجه الخصوص٠ لكن المسؤولين على الكرة الجزائرية لم يستوعبوا الأمر، و كأنّ هذا القانون منزّل من السماء جاهلين أو متجاهلين أنّ هذا القرر سيسيء أكثر لسمعة الكرة الجزائرية، و أخيرا تأتي اللحظة التي تخوّفنا منها حين شاءت القرعة أن ينتقل "السنافر" للعب في "الكوزينة" رغم أنّ هذه العبارة تبدو غير مفهومة لأنّ هذه الأخيرة مخصّصة للطبخ !
و للذي لا يدرك الوضع جيدا، فـ"السياسي" سيلعب مباراة قبل النهائي للكأس في 2012 في مكان لا يوجد فيه شيء يدلّ أنّه ملعب، بمواصفات استعمارية و بعشب بلاستيكي، وسط حيّ سكني و لا يسمح لأنصارنا بمشاهدة شبه مباراة في ملعب "تاريخي" حسب محبيّ الفريق المضيف و يقع في عاصمة البلاد !
الكلام الذي قلناه عن 20 أوت لا يمكن أن ينكره حتىّ أنصار بلوزداد، و نحن إذ تذمّرنا من مكان لعب اللقاء، لم يكن سوى من منطلق أنّنا دعاة للفرجة و الإستمتاع التي لن يمكن بأيّ حال من الأحوال أن نشهدها في مثل هكذا ملعب٠ فأنصارنا الذين اعتادوا على ملعب حملاوي الكبير و أجوائه الحماسية، يعرفون قيمة إجراء هذه المباريات في أكبر الملاعب بالبلاد، لهذا كان مطلبهم الطبيعي و الوحيد هو اللعب بملعب 05 جويلية الذي و للتذكير يقع في مدينة الجزائر العاصمة أين ينتمي "السياربي"٠ فهذا الملعب يعتبر الأكبر في الجزائر، فالأجدر أن يستضيف الأحداث الكبيرة و يمكنه أن يسع كلّ جماهير الفريقين، زيادة على أنّه استضاف 6 مباريات لخصمنا هذا الموسم٠
لكن الرفض المطلق و غير المبرّر من البلوزداديين الذين يتمسكون بـ20 أوت لا يفسّره شيء آخر سوى المثل الشعبي القائل "لي موالف بالحفا ينسى صباطو" لأنّ أبناء العقيبة المنافسين هذا الموسم على لقبي البطولة و الكأس، لا أظنّ أنّ شيئا ما يمنعهم من الفوز علينا حتىّ في قسنطينة، لكن إصرارهم على "الكوزينة" و هذا من حقّهم يفتح باب النّقاش حول القوانين المعمول بها عندنا، فمثال بسيط من الموسم الماضي نجد أنّ "الفاف" لا تتعلّم من أخطائها حين تجرّأت و أقامت نصف النهائي بين الحرّاش و سطيف في "لافيجري"
و قبل هذا، لماذا فقط عندنا تخصّص قرعة لدور قبل النهاية ؟ الأكيد أنّه سيفتح الباب للتأويلات على مصراعيه حول حدوث مؤامرات ضدّ بعض الفرق٠ ليست الأفكار و الإقتراحات من تنقص في هاته القضيّة، فالبعض يتساءل عن مدى جدوى فكرة استقبال الأوّل بميدانه، و يجب تعويضها بمباريات الذهاب و الإياب، على الأقلّ خلال الأدوار المتقدمة، فيما تتعالى أصوات تنادي ببرمجة المباريات في ملاعب محايدة و محترمة، لكن "الفاف" تلعب دور المتفرج و تصرّ فقط على قوانينها، ثمّ تأتي بعدها لتتحدّث عن العنف !
لن يطول الكلام بعد اليوم في هذا الأمر، و نكتفي بالقول أنّ "السياسي" أكبر من هاته المراوغات، و سيذهب للعب أين أرادوا، و كيف أرادوا، رغم أنّ العميد أكبر من أن يخضع للجميع، و وحده الميدان سيكون شاهدا على تأهّل تاريخي للخضورة، و هناك سنلعب النهائي في "السانك" بإذن الله
٠م٠عبد الرؤوف٠
