متطلبات الصعود
صحيح أنّ "السياسي" سيلعب للمرّة الخامسة على هدف واحد، شقّ عليه لأربعة مواسم كاملة لأسباب عديدة : الصعود٠ في زمن صعود فريق واحد أو حتّى ثلاثة، في زمن رئيس أو "ديريكتوار"، عندما يقاطع الجمهور المدرّجات أو يغزوها؛ النتيجة كانت دائما خيبات متتالية تتبعها آمال في قادم أحلى ٠٠٠ ما الجديد هذا الموسم إذن ؟
أوّلا هذا العام البطولة ستكون تحت مسمّى "محترفة" و التي كانت سببا في خلق شركة النادي التي لم نعف للآن تفاصيل نشاطاتها٠ البطولة ستتّسم بالتشويق لا محالة بما أنّ الرابطة فتحت الباب أمام ثلاث فرق كاملة للصعود، و هو ما سيرفع من ريتم المباريات حتما، و ينسينا قليلا المستوى الكارثي للموسم الماضي٠ الصعود الذي أعلنته الإدارة هدفا لها منذ البداية و أعدّت له إمكانيات و أموال، يتطلّب أكثر من لاعبين و مدرّب و إمكانيات؛ بل يتعدّى ذلك إلى كيفية التعامل مع نسق البطولة و الصعوبات التي نلقاها٠ بمعنى آخر الخبرة و الذكاء مهمّان جدا في هكذا مواقف، و أظنّ أنّ هذين العاملين يتوفر عليهما المدرب و رئيس الفرع "سوسو" رغم أنّ كرة القدم ليست بعلوم دقيقة أبدا !
إعتماد الإدارة على جلب لاعبين ذوي خبرة تتحمّل مسؤوليته على كلّ حال، لأنّ الإصرار على عدد كبير من اللاعبين كبار السن سياسة أثبتت فشلها الموسم الماضي، و تقرّ بذلك معظم الأندية، لكن ربّما لهذه الإدارة نظرة أخرى للأمور نحن نجهلها، فلنترك الأمور للوقت فقط٠ فالخوف كلّه ليس من مستواهم المتراجع، و إنّما من المشاكل التي تعوّدنا أن تأتي معهم، ثمّ يتركوها هنا و يختففوا في منتصف الطريق ليتركوا مشاكلهم للفريق و أنصاره و ليس منجزاتهم٠
ثمّ إنّ جلب طاقم فني و طبّي محلي أظنّ أنّه جاء في محلّه لأنّ خزار و مساعديه يعرفون خبايا الفريق حقّ المعرفة، و هم أدرى بالعقلية التي تسيّر بها "السياسي" فلن ينفعنا في هذا الوقت مدرّب من الجيل القديم "يزيدو" علينا أكثر ممّا يفيدون٠ و لهذا فالهادي خزار من صنف المدربين الشباب و بإمكانه أن يفجرّ طاقاته أكثر معنا دون أن نغفل تجربته مع الفرق التي عمل عندها٠
الشرط الأساسي لتحقيق هذا الصعود في أي فريق هو توفّره على إدارة قوية و تعرف عملها جيدا و لا تتأثّر أبدا بالضغوطات من أي جهة كانت، وتحفظ حقّ الفريق مهما كلّفها ذلك، فإذا أضفنا إليه مصدر قوّة فريقنا و هي أنصاره فإنّ هدف الصعود حينها لن يكون صعبا أبدا تحقيقه، فلنأمل إذن كلّنا بموسم مشرّف يسعد فيه كل الأنصار و المحبّين و نتمنّى أن تكون المرّة الأخيرة التي نلعب فيها الصعود٠
م٠عبد الرؤوف