الحمدُ لله الذي أنعم علينا بغيثِه العميم، وسقانا من فضلِه وهو بنا رحيم، نحمده - سبحانه وتعالى - حمدَ من سبقت لهم من الله البشرى، ونشكره - جلَّ جلاله - شكرَ من أكرمَهُم الله في الدنيا، ورجوا رضوانه في الأُخرى، ونشهدُ أن لا إله إلا الله؛ أبدع الكونَ بقدرتِه، وشمل عبادَه برحمتِه، وسوى خلقهم بحكمتِه، ونشهد أنَّ سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمَّدًا عبدُه ورسوله؛ صاحب الخلقِ العظيم، والمنشأ الكريم، والمنهج القويم، اللهمَّ صلِّ عليه وعلى آلِه وصحابته، واجزِه عنَّا خيرَ ما جازيت نبيًّا عن أمتِه، ويسِّر لنا اتباعَ نهجه والتزام سنتِه، واجعلنا اللهم من روادِ حوضِه وأهل شفاعته. الحمدُ لله باسط اليدين بالعطايا، الحمدُ لله كثيرِ البركات والهدايا، ﴿ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [الشورى[color=rgb(0, 0, 0)]قول - جلَّ وعلا -: ﴿ اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾ [الروم : 48]؛ فالبشرى لنا، والبشرى نراها في كلِّ شيء من حولنا؛ الأرض تطهرتْ فتجملت، ولمعت جدائلُ النَّخلِ وأوراقُ الأشجار ونضرت، وانشرحت صدورُ العبادِ وفرحت؛ يقول - تبارك وتعالى -: ﴿ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ ﴾ [الأنفال : 11]؛ فهو طهارةٌ ونقاء ينشر اللهُ به رحمتَه بين عبادِه فيتراحمون ويتآلفون.[/color]