حول الإحتراف .......... والشركة
غدا يدخل رسميا 32 فريقا غمار المنافسة الرسمية التي اختير لها هاته السنة شعار "الإحتراف" ففريقنا لم يتخلّف عن هذه المبادرة و سيلعب هو الآخر في البطولة "المحترفة" الثانية٠ هذا المشروع الذي يعدّ سابقة في تاريخ الكرة الجزائرية إذ نحن رأيناه ظاهريا، لكن المتتبعين جيدا لشؤون الكرة عندنا يعون أنّ الواقع شيء آخر تماما ٠
الواقع يول أنّنا لم ندخل الإحتراف بل أكرهنا على الإنتساب إليه مع أنّنا بعيدون كلّ البعد عن مستلزماته و عن مواكبة الدول الأخرى التي تبنّته منذ سنين٠ إحتراف أعلن عنه بسرعة كبيرة و طبّق بسرعة أكبر، لكن الحقيقة تقول أننا لم نضف سوى السم فقط !! "كثر خير" الفيفا التي أجبرت إتحادنا الموقّر على بذل هذه الخطوة أو العزل نهائيا و إلاّ لما تبدّلت تسمية البطولةالوطنية إلى بطولة محترفة٠ فالمسؤولون عن الكرة عندنا تناسوا تماما أحوال البطولة و الفرق و بحثوا فقط عن مجد مع المنتخب٠ و ها هم اليوم يحصدون ثمن هذ التجاهل؛ بطولة بكاملها تريد أن تقاطع هذا الموسم، و أندية منحرفة مسؤلوها لا يعرفون تفسير كلمة إحتراف بعد !!
كيف لنا أن نلعب في ملاعب مثل ما نرى في الجزائر و نقول أنّنا طبّقنا الإحتراف ؟ أيكفينا فقط أنّنا أسسنا شركات "معدومة" للنوادي ؟ أيعقل أن تكون غالبية المقابلات غير منقولة على الشاشة، و بلا حتىّ قناة رياضية واحدة و نسمّي هذا احتراف ؟ هل سينجح هذا المشروع عندنا و نحن الذين نمتلك لاعبين و مدربين و رؤساء و مناصرين "سماسرة" و ظاهرة شراء المباريات و اللاعبين و الحكام لا تكاد تخلو من مقابلاتنا ؟ الجميع لن يحاسب الإتحادية هذا الموسم على نجاح الإحتراف من عدمه، لكن كان على الفاف إعطاء الفرصة لنفسها و للفرق و للكلّ لتنظيم أموره هذا الموسم قبل تجسيد الفكرة في الموسم المقبل، فلا هم أعدّوا دفتر شروط ككلّ هيئة محترمة و لا هم أعلموا الفرق بحقوقهم و واجباتهم، و في الأخير عندما احتجّت الفرق المسمّاة "هاوية" يحاولون تكميم أفواههم و إرضاخهم بأيّ طريقة !
الشي الوحيد الذي تغيٌر بين الأمس و اليوم هو احتواء كلّ الفرق المحترفة على شركات خاصة بها لتكون المموّل الرئيسي للفرق بدل الدولة، لكن و منذ أربعة أشهر من تأسيس شركة النادي الرياضي القسنطيني، لم نسمع عنها شيئ سوى الخصومات بين أعضائها و التنحيات التي تطال بعض الأعضاء ؛ و كأنّ المشاكل المألوفة في إدارة الفريق قد انتقلت أيضا إلى شركة النادي٠ أمّا المهم و هو نشاط الشركة و مخططاتها، سياستها و أهدافها كلّ هذا مازال مبهما عندنا ؟ فلهذا مازال عمل أعضاء الشركة يعملون و كأنّهم في المكتب المسيّر٠ فهذه البداية العرجاء للإحتراف في الجزائر لا تبشّر بالخير إطلاقا و جلّ التوقعات تشير إلى فشل التجربة في موسمها هذا، أو بالأحرى يجب أن نلعب البطولة هذا العام و كأنّ شيئا لم يتغيّر لأنّ واضح و هو التركيز على الصعود و فقط ٠٠٠
م٠عبد الرؤوف