أحوال شَبَابَنَا
نبتعد هذه المرّة عن فريق الأكابر الذي يحقّق ما هو مطلوب منه لحدّ الآن، لنعطي الفرصة و لو لمرّة واحدة للفئات الصغرى في الفريق، و بصفة خاصّة عن الأواسط٠ هاته الفئات ليست بخير مع بداية هذا الموسم و الذي حدث الأسبوع الماضي فقط دليل على ذلك٠ الجولة المنصرمة عرفت "مقاطعة" مدرّبي و مؤطّري هاته الفرق؛ حتىّ لا نقول استقالة، لأنّ الأمر يتعلق بمطالبتهم بمستحقّاتهم العالقة من الإدارة و هو حقّ مشروع، فتلقّوا ردّا سلبيا من هذه الأخيرة٠
مشاكل الفئات الشبّانية معروفة منذ زمن بعيد في "السياسي" و ليست هذه هي المرّة الأولى، لكن أن يقاطع مدرّبو و مسيّرو هاته الفرق و نحن مع بداية الموسم أي بعد مرور جولتين فقط، هذا يدعو للتساؤل فعلا ؟ ما هي الأسباب الحقيقية لهذا المشكل ؟ الكثيرون يجهلون أنّ كلّ فئات النادي هذا الموسم تتضمّن 40 لاعبا و ليس 25 كما ينصّ القانون، و لكم أن تخمّنوا السبب و هو واضح و مألوف : "المحاباة" و "المعارف" هي من أوصلتنا إلى هنا !! ألهذه الدرجة طال إهمال المسيّرين ل "خزّان الفريق" في المستقبل ؟
المسيّرون الموكلة لهم أمور الشبّان من جهتهم يشتكون من شحّ الإمكانات، إذ أنّ المسؤولين على فريق كرة القدم لا يمنحون 10% القانونية من إعانات الدولة التي يتحصّل عليها الفريق، فتمنح "للكبار فقط" و هو ما جعل الحالة تتدهور حاليا، و لولا الخوف من خسارة النقاط للفريق "الكبير" لربّما قاطع "الصغار" أيضا المباراة السابقة، لتكون الكارثة أكبر !
أي فريق محترم في العالم يولي اهتماما كبيرا لفئاته الشبّانية، و خاصة إلى مدرسة الفريق، من أجل انتقاء أحسن المواهب، أمّا نحن و لحدّ كتابة هذه المقالة، لم يبدأ حتىّ التفكير في الموسم لهذه المدرسة التي كثيرا ما شرّفتنا داخل و خارج الوطن٠ لا لاعبين و لا مدرّب و لا استراتيجية و لا شيء يوحي بانطلاقتها رغم أنّنا نقترب من شهر نوفمبر الآن !! بالإضافة إلى المدرسة، من المفروض أن تأخد فئة الأواسط نصيبا وافرا من الرعاية و ذلك لتحضير خيرة لاعبيها لتدعيم الفريق الأول، لكن عندنا الأمر مختلف، فلاعبون شرّفوا العميد الموسم الماضي و حفظوا سمعته، لا يلاقون اليوم المعاملة اللائقة و لا الدّعم و لا أيّ شيء؛ حتىّ إعانات الفريق قطعت عليهم٠ هل بهذه العقلية نفكّر أن نبقى نستورد لاعبين "جاهزين" كلّ موسم و نستغني في الوقت نفسه عن خيرة شبابنا ليصنعوا ربيع فرق أخرى !!
لا أظنّ أنّ فئة الأواسط لا تعطي نتائج إيجابية كلّ موسم، بل على العكس أنتجت لاعبين عديدين برزوا و تألقوا و لنا أن نذكر : مجوج، عمرون، معيزة، دربال و شطيح حتىّ لا أذكر سوى هؤلاء فقط، لكن السياسة المتّبعة من الإدارات المتعاقبة لا تجعلنا نستفيد جيدا من هذه المواهب٠
الآن و قد جرى ما جرى، قرّرت الإدارة اللجوء إلى الحلّ الأسهل و هو إقالة المسؤولين على الفئات الشبّاية، في خطوة لتهدئة الأوضاع، لكن كان عليها تسديد مستحقّات المدرّبين أوّلا و الإستماع لانشغالاتهم البسيطة٠ في انتظار معرفة الجديد حول تطوّر هذه القضية في القريب العاجل إن شاء الله٠
م٠عبد الرؤوف
