العلاقة إدارة ـ مناصر٠
منذ مدّة و أنا أبحث عن الفرصة التي تجرّني للحديث عن موضوع العلاقة بين الإدارة و الأنصار، نريد اليوم أن نتحدّث عن دور الإدارة تجاه المناصرين و العكس أيضا، عن المواقف التي اتخدتها و تتخدها هذه الإدارة تجاه أنصارها، و عن الضغط الذي يفرضه عادة هؤلاء الأنصار بدورهم على المسيّرين٠
منذ سنوات عديدة، تعاقبت إدارات كثيرة على النادي إعتمدت على سياسات فاشلة متعدّدة، لكنها اشتركت في أنّها تضع في مخطّطاتها المناصر و توليه أهمّية بالغة، لكن بالنظر إليه على أنّه مصدر القوت لخزينة الفريق لا أكثر و لا أقلّ٠ بتعبير آخر، لم يكن للرؤساء السابقين أدنى اهتمام بالمناصر، بطموحاته، بأهدافه، باقتراحاته و أفكاره، و خاصّة بأحزانه مع الفريق، هذا كلّه لم يؤخد بعين الإعتبار٠ رغم هذا، خلال كلّ هذه السنوات كان الأنصار "رأس مال" الفريق عندما تخلى عنه المسيّرون و الممولون و أصحاب الشركات الراعية٠
منذ الموسم الماضي عندما دخلنا مجال الإحتراف، تغيّر الحال بعد تحوّل المسيّرين إلى مساهمين في شركة النّادي، تصبح بعد ذلك نظرة مجلس الإدارة إلى المناصر أكثر إقتصادية من قبل، لكن و بما أنّ شركات الفرق الجزائرية ذات طابع تجاري "رياضي" فإنه يبقي جانبا من المعاملة السابقة بين الطرفين٠ الإحتراف يمنح للأنصار حقّ المساهمة في الفريق، و يمنح للإدارة حقّ الإستثمار في أنصارها٠
الإدارة الحالية حسب رأيي لا تعطي للأنصار كلّ حقوقهم، و أقصد بهذا انعدام الإتصال و الحوار بين المسيّرين و أنصارهم، و هو السبب الأوّل و الرئيس لظهور الشائعات و الأخبار الكاذبة التي تنتج عنها أفكار خاطئة و ربّما حتىّ خلافات مثلما جرى العام الفارط بعد داربي العودة٠ الإدارة تلتزم الصمت و التعتيم في أغلب الأحيان، و تعتمد سياسة تبتعد فيها عن الشارع٠ هذه السياسة قابلها شغف كبير و إقبال واسع لدى الأنصار على كلّ ما يحيط بالفريق، و هنا نستنتج الحلقة المفقودة و هي الإعلام و التواصل٠
هل تريد هذه الإدارة أنصارا يدفعون ثمن تذاكرهم خلال اللقاأت فقط ؟ فالأندية الأخرى تحسدنا على هذا الكنز، و نحن لا نعرف الطريقة المثلى لاستغلاله٠ بالحديث عن أنصارنا، نقول من جهة أخرى، ماذا يريد هؤلاء أكثر من فريق جيد يلعب في الرابطة الأولى بانتظام ، و يشرّف الألوان الخضراء و السوداء ؟ ألا يؤمن "السنافر" بأنّ للإدارة أدوارا أخرى ذات أولوية خاصّة منها التقنية، هي بصدد القيام بها بشكل جيّد و يجب عدم الضغط عليها أكثر في هذا الوقت الذي هي تقوم فيه بعملية إعادة هيكلة و بناء شاملتين ؟
إن أردنا فريقا قويّا من جميع النواحي فيجب علينا الصبر عليه، لأنّ التزامات الإدارة و تحدّياتها كبيرة في المرحلة القادمة، من الجانب الآخر أظنّ أنّ أعضاء مجلس الإدارة يعرفون أنّ الإستثمار الحقيقي و المستقبلي سيكون في الأنصار، و ذلك لن يتأتى إلاّ بفتح قنوات الحوار و التواصل، و العمل بأكثر شفافية ممكنة٠
م٠ عبد الرؤوف
